الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبيل معرفة العبد أنه مقصر في جنب الله، وطريق نوال محبة الله

السؤال

إخوتي الكرام سؤالي هذا يلح علي كثيرا، وأتمنى أن أجد الجواب لديكم.
أنا فتاة في السابعة عشر من العمر أصلي الفروض فقط، ونادرا ما أتبعها بالسنة، أصوم رمضان، وبالموجز لست أصل إلى درجة الإيمان العميق، ولكني بالتأكيد لست بذلك السوء، ولكن وفي كثير من الأوقات أشعر أنني على خطأ ولا أعرف ما هو؟ وأدعو ربي ولا يستجاب لي، فسؤالي هو كيف أعرف أنني مقصرة في ديني، أم أن ما يمر علي من شدائد هو امتحان وابتلاء؟ أريد أن يحبني الله ويكون معي دائما.
وجزاكم ربي خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعبد يعرف ما إذا كان مقصرا في طاعة ربه أو لا بالعلم، ومن ثم فيجب على كل مسلم أن يتعلم ما أوجبه الله عليه، وما شرعه له، وما نهاه عنه؛ ليأتي ما يأتي ويذر ما يذر على بصيرة، ومن ثم فنصيحتنا المبذولة لك ولغيرك هي الاجتهاد في تحصيل العلم النافع من مظانه، وأخذه عن أهله المعروفين به، وأما سبيل نيل محبة الله تعالى فقد بينها الله في الحديث القدسي أتم بيان، وأن ذلك يحصل بفعل الفرائض وعدم التقصير فيها، ثم الاجتهاد في التقرب بالنوافل، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: ما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها... الحديث أخرجه البخاري.

فاجتهدي ما أمكنك في التقرب إلى الله تعالى بالإكثار من نوافل الصلاة والصدقة والصوم وغيرها من نوافل العبادات بعد توفية الفرائض حقها، واجتناب ما نهى الله عنه، تدركي محبة الله تعالى، واجتهدي في الدعاء واللجأ إلى الله سبحانه أن يثبت قلبك على دينه، ويصرفه على طاعته وطاعة رسوله، واصحبي الصالحين ففي صحبتهم الخير الكثير، وتجنبي صحبة البطالين، ومن تدعو صحبتهم إلى الشر، وأكثري من ذكر الله تعالى فإن في ذلك الأجر الكبير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني