الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يؤاخذ المرء بجريرة غيره

السؤال

الوالدة صعبة، عندما تزوج أخي لم تتقبل زوجته في البداية وأخذت تبشع بها وتتحدث عنها وعن أصلها لجميع الأهل والأصدقاء، ولكن في النهاية وافقت على الزواج، ولكن ما زالت تتحدث عنها.
أعلم أن هذا ظلم للفتاة؛ لأنها تخاف ربها ولم تمسنا بضر قط، ولكن هل سيأخذ الله حق هذه الفتاة من الوالدة؟ وهل سيكون ذلك عن طريقي أنا وأختي؟.
علما أن أختي تقدم لخطبتها رجل فرفضتها أمه لنفس الأسباب (التي رفضت بها أمي زوجة أخي).
تجنبت الزواج خوفا من أن يحدث لي نفس الشيء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت أمك يصدر منها أي أذى أو تقصير تجاه هذه الفتاة بالغيبة أو السخرية ونحو ذلك، فهي ظالمة لها، فإن لم تتب أمك إلى الله تعالى التوبة النصوح فإنها على خطر عظيم، فالظلم عاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة، وراجعي في التوبة من حقوق العباد الفتوى رقم: 127747.

والأصل أن المسلم لا يؤاخذ بجريرة غيره، قال تعالى: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ {الأنعام:164}، فلا يلزم أن يصيبكم شيء بسبب ظلم أمكم لهذه الفتاة، وإعراض الخطاب لا يلزم أن يكون من هذا الباب، فقد يكون مجرد ابتلاء، فاحذري هذه الوساوس، وأقدمي على الزواج، فهو من الخير، وفيه كثير من مصالح الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني