الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فكرة جيدة لطلب الشخص العفو ممن اغتابهم

السؤال

كنت واقعة في ذنب الغيبة -والعياذ بالله-، والحمد لله تداركت نفسي، وبادرت بالتوبة من هذا الذنب -أسأل الله أن يتقبل مني- ثم بعد ذلك قمت بقراءة ما هي كفارة الغيبة للشيخ/ ابن عثيمين -رحمه الله-، فكانت الكفارة: أنه لو علم الشخص أنني اغتبته، فأعتذر، وأتحلل منه، أما لو كان الشخص لم يعلم، فإني أقوم بالدعاء له بظهر الغيب، وأذكر محاسنه، وبالفعل هناك أشخاص انقطعت طرق التواصل معهم، أو أنهم قد ماتوا، فقمت بقدر استطاعتي بحصر جميع أسمائهم، والدعاء لهم بظهر الغيب لكل فرد منهم، وهناك أشخاص لدي طرق تواصل معهم، ولكن خشيت عندما أخبرهم بأني قد اغتبتهم أو أسأت الظن بهم أن يغضبوا مني، أو يسبب ذلك قطع العلاقة معهم، أو حزن بعضهم، أو يسبب فجوة بيني وبينهم، فقلوب الناس تختلف؛ هناك من يتقبل، وهناك من يغضب، فقمت باتخاذ حل وسط، وهو: إرسال رسالة عامة لجميع من هم لدي في خدمة الواتس أب، والبلاك بيري ماسنجر، مفادها: قبل نهاية العام أتمنى من الجميع مسامحتي، فقد أكون اغتبت أحدكم، وأسأت الظن بالآخر، فأعتذر منكم، غفر الله لي ولكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد سبق أن أصدرنا عدة فتاوى في بيان كيفية التوبة من الغيبة كالفتوى رقم: 215656، والفتوى رقم: 212692، وذكرنا في الأولى منهما: أن أكثر العلماء يقولون: لا يشترط إعلام الشخص المغتاب، ويكفي الاستغفار، والدعاء له بظهر الغيب، وهذا ما صححه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-، وفكرة الرسالة التي ذكرتها: نرى أنها جيدة، ونسأل الله أن يتقبل توبتك.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني