الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السِّمات الأساسية التي تميز الخوارج عن غيرهم

السؤال

ما صحة قول من يقول: إذا انطبقت بعض السِّمات الأساسية للخوارج، التي ظهرت عليهم منذ أول ظهور لهم على جماعات معينة، فإن هذه الجماعة خارجية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان المقصود بالسِّمات الأساسية: الأخطاء البدعية الواضحة، والصفات السيئة البارزة، التي تميز الخوارج عن غيرهم، فإنه يحكم بها على منتحليها ببدعة الخروج، وذلك كالخروج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه، وتكفير أصحاب الكبائر، وتكفير مخالفيهم, واستحلال دمائهم, وأموالهم, لكونهم مرتدين عندهم. وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في (منهاج السنة النبوية): الخوارج وحكمهم، وحديث: «شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتيل من قتلوه»، وقال: أي: أنهم شر على المسلمين من غيرهم، فإنهم لم يكن أحد شرا على المسلمين منهم: لا اليهود، ولا النصارى؛ فإنهم كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لم يوافقهم، مستحلين لدماء المسلمين, وأموالهم, وقتل أولادهم، مكفرين لهم، وكانوا متدينين بذلك؛ لعظم جهلهم، وبدعتهم المضلة. اهـ.
وقال الشاطبي في (الاعتصام): قد بين عليه الصلاة والسلام أن فساد ذات البين هي الحالقة، وأنها تحلق الدين، وجميع هذه الشواهد تدل على وقوع الافتراق، والعداوة عند وقوع الابتداع، وأول شاهد عليه في الواقع: قصة الخوارج؛ إذ عادوا أهل الإسلام حتى صاروا يقتلونهم، ويدعون الكفار، كما أخبر عنه الحديث الصحيح. اهـ.
وأما إن كان المقصود بالسِّمات الأساسية: الصفات الواردة في وصف الخوارج في نصوص السنة؛ فهذا ليس على إطلاقه، فإن منها ما لا يتعلق بخصوص بدعتهم وضلالتهم إلا بانضمامه لبقية الخصال الثابتة عنهم، وذلك كالجهل, وكثرة التلاوة, والعبادة, وتحليق الرؤوس، ونحو ذلك.
وراجع للفائدة الفتويين: 210184، 216640.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني