الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة ومعنى أثر: ربَّ فاجر في دينه، أخرق في معيشته، يدخل الجنة بسماحته

السؤال

ما صحة قول الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: "ربَّ فاجر في دينه، أخرق في معيشته، يدخل الجنة بسماحته"؟.
وشكرا جزيلا لكم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم نجد الأثر فيما اطلعنا عليه، مسندا، ولكن أورده الغزالي في الإحياء عن حذيفة بلا إسناد، ولم يعلق عليه الحافظ العراقي في تخريجه، كعادته في إغفال غير الأحاديث.

وأورده الكلاباذي في بحر الفوائد بغير إسناد، وجعله حديثا، فقال: يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَدِيثٍ آخَرَ: رُبَّ فَاجِرٍ فِي دِينِهِ أَخْرَقَ فِي مَعِيشَتِهِ يَدْخُلُ بِسَمَاحَتِهِ الْجَنَّةَ.

فهذا القول من حيث نسبته لقائله لم نجد ما يثبتها، وأما من حيث معناه فقد يكون له وجه صحيح، فقد يغفر لله لمؤمن بسبب سماحته مع تقصيره في بعض الطاعات؛ جاء في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان رجل يداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا، قال: فلقي الله فتجاوز عنه.

ولا يعني هذا التقليل من خطر المعصية، ولا التزهيد في الطاعات، بل المسلم يحرص على علو الهمة، فيتجنب ما يسخط الله تعالى، ويحرص على ما يرضيه.

وما أحسن قول القائل:

وهبك وجدت العفو عن كل زلة فأين مقام العفو من مقعد الرضى

وكيف بثوب حالك اللون رمت أن يصير كثوب لم يزل قطّ أبيضا

وفي فضل السماحة أدلة كثيرة، انظر بعضها بالفتويين التالية أرقامهما: 72103، 120259.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني