الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم دعاء: ربنا إن كان لنا مكان في جنتك فثبتنا حتى نلقاك، وإن كان غير ذلك فاهدنا

السؤال

ربنا إن كان لنا مكان في جنتك فثبتنا حتى نلقاك، وإن كان غير ذلك فاهدنا ثم اهدنا ثم اهدنا، وطهر قلوبنا، وردنا إليك رداجميلا.
هل هذا الدعاء جائز أم سوء ظن بالله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا بأس بهذا الدعاء، ويستأنس له بما أخرج اللالكائي عن أبي عثمان النهدي قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: اللهم إن كنت كتبتني شقيا فامحني، وروي عنه: أنه قال: اللهم إن كنت كتبتني شقيا فامحني واكتبني سعيدا، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت.

وقد بينا معنى هذا الدعاء بالفتوى رقم: 175281.

ومع هذا؛ فالأولى بالعبد أن يستعمل الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، من سؤال الله الجنة، والاستعاذة به من النار، ففي الصحيحين عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار. وفي رواية أبي داود: كان أكثر دعوة يدعو بها.

وكذلك يشرع الدعاء بتصريف القلب إلى الطاعة، وعدم تقلبه، ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن، كقلب واحد يصرفه حيث يشاء، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك.

وفي الترمذي عن شهر بن حوشب قال: قلت لأم سلمة: يا أم المؤمنين؛ ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك؟ قالت: كان أكثر دعائه: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، قالت: فقلت: يا رسول الله؛ ما لأكثر دعائك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ؟ قال: يا أم سلمة؛ إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله، فمن شاء أقام، ومن شاء أزاغ، فتلا معاذ: ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا. وفي الباب عن عائشة، والنواس بن سمعان، وأنس، وجابر، وعبد الله بن عمرو، ونعيم بن همار. وهذا حديث حسن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني