الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب شيء بالتلفظ والحنث بالنذر تحت تأثير الوسوسة

السؤال

عمري 30 سنة, ومنذ صغري وأنا أتعرض للوساوس دائما, وأصبت بهذا المرض تقريبا 4 مرات؛ مرة عندما كان عمري 9 سنوات كنت آخذ في قراءة الأذكار تقريبا 3 ساعات بسبب الوساوس, ثم تشافيت من المرض, ثم أصبت به مرة أخرى وعمري 19 سنة, وكنت إذا أردت أن أنام أشرب الماء، ثم أذهب لدورة المياه, ثم أشرب الماء, ثم أذهب لدورة المياه مرة أخرى لمده 20 مرة تقريبا، ولكي أمنع نفسي عن ذلك كنت أقول: نذرا عليّ، وعاهدت ربي أنني لن أشرب أو أذهب لدورة المياه, ونقضت العهد والنذر رغما عني, ولا أعرف كم مرة تحديدا نقضت العهد والنذر، ولم أتلزم به؟ لانني في حالة نفسية سيئة، ثم أصبت مرة أخرى عندما كان عمري 24 سنة بوسواس الوضوء والصلاة, وكنت أتوضأ وأصلي تقريبا 20 مرة، وفي مرة من المرات وأنا أصلي وأقرأ سورة الفاتحة قلت في نفسي وأنا أقرأ: نذرا علي أنني لن أقطع صلاتي. ورغما عني وبسبب تمكن المرض مني قطعتها.
أنا الآن تشافيت -والحمد لله- عندما قررت أن لا ألتفت لهذه الوساوس.
سؤالي عن العهود والنذور التي عليّ؛ هل عليّ كفارات أم أن الله لا يؤاخذني بسبب المرض؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي أولًا: أن النذر أو اليمين لا ينعقد إلا بالتلفظ باللسان، ولا ينعقد شيء من ذلك بمجرد حديث النفس، ومن ثم؛ فما حدثت به نفسك من الأيمان أو النذور دون تلفظ فلا شيء عليك فيه، وانظري الفتوى رقم: 152111, والفتوى رقم: 190237. وأما ما تلفظت به من تلك النذور: فما دام ذلك التلفظ أو الحنث قد وقع منك تحت تأثير الوسوسة -كما هو ظاهر- فلا شيء عليك كذلك؛ لأنك في معنى المكره, والمكره غير مؤاخذ، وانظري الفتوى رقم: 164941.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني