الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجب الغسل بمجرد الشك في نزول المني

السؤال

كنت نائمة, وتخيلت تخيلات جنسية, وشعرت بالمتعة وأنا نائمة, وعندما انتبهت قلت: ليس علي شيء؛ فقد قال رسول الله: رفع القلم عن النائم حتى يستيقظ. وحسبما أتذكر لم أتخيل بعد ذلك وتوقفت, ولكني أخشى أن أكون قد واصلت التخيلات, أنا خائفة أن أكون قد استمنيت، ويمكن عدة مرات تأتيني هذه التخيلات في النوم.
سمعت ذات مرة أن امرأة رأت منيا، وقال لها مفت: إذا رأيت منيا فأعيدي الوضوء أو ما شابه. فقلت أنا في نفسي: سأعيد الوضوء الأكبر.
ولأني مصابة بوسواس قهري فهمت, ولكن بطريقة معاكسة, وقلت إن ذلك ليس في المنام، إنما في الحقيقة، وقد قالت له: رأيت منيا. واقتنعت هكذا، وأنا خائفة أن أكون تعمدت التخيلات بعد ما تذكرت, وكذا يكون في تعمد إنزال المني, ويفسد الصوم.
وبدأت تنتابني الشكوك، وصرت كل يوم أتوضأ الوضوء الأكبر، وكلما أمسكت المصحف الشريف تأتيني نشوة، فأحيانا أواصل القراءة, وأحيانا أخرى كنت أتركه.
أنا خائفة على صلاتي، وعلى صومي إن كنت أستمني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما فعلته ليس استمناءً، وعلاج الوساوس هو: الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فدعي عنك تلك الوساوس، ولا تعيريها اهتمامًا، وراجعي الفتوى رقم: 51601.

ولا يجب عليك الغسل بمجرد الشك، وإنما يجب عليك الغسل إذا تيقنت يقينا جازمًا, تستطيعين أن تحلفي عليه أنه قد خرج منك المني الموجب للغسل، وما دام الأمر كله مجرد شك, فلا شيء عليك، ولبيان صفة مني المرأة انظري الفتوى رقم: 128091، فإذا لم تتيقني خروج شيء فلا يلزمك شيء، وإذا تيقنت خروج شيء, ثم شككت هل هو مني أو غيره؟ فإنك تتخيرين فتجعلين له حكم ما شئت، وانظري الفتوى رقم: 158767.

والحاصل: أن الذي ينبغي لك هو ترك هذه الوساوس, وعدم الاكتراث بها, وألا تغتسلي حتى يحصل لك اليقين الجازم بوجوب الغسل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني