الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تأثم إن دعت بالزواج من كافر بعد إسلامه لكنه أصر على بعض الكبائر

السؤال

أنا أعلم أن الدعاء بالهداية لشخص غير مسلم بالهداية للإسلام جائز، وأن الدعاء بالزواج منه بعد إسلامه جائز، ولكن ماذا لو كان يفعل هذا الشخص بعض الذنوب (كشرب الخمور، الشذوذ، الزنا، وغيرها) هل دعائي يتحول إلى إثم، فمثلا في يوم فعل إثما من هذه الآثم أو إثما آخر، هل دعائي بزواج منه بعد إسلامه تحول إلى إثم؛ لأنه شيء شخصي، أم أن دعائي بزواج منه بعد إسلامه لم ولن يتحول إلى إثم مهما حصل، ولا علاقة لدعائي بآثامه.
أرجو الإفادة. وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فدعاء المرأة للشخص الكافر بالهداية وأن تتزوج منه بعد إسلامه قد بينا حكمه في الفتوى رقم: 250333، ثم إذا أسلم هذا الشخص وكان مصرا على بعض الكبائر كشرب الخمر فلا ينبغي الزواج به وإنما تحرص المرأة على الزواج بذي الخلق والدين.

ثم هذا الشخص ـ ولو كان مصرا على الزنى ـ فإن الزواج به صحيح عند جمهور أهل العلم، غير جائز عند بعضهم، ولتنظر الفتوى رقم: 199779، ثم لِيُدْعَ له بالهداية وأن يتوب إلى الله توبة صادقة فالذي يهديه للإسلام قادر على أن يهديه للامتثال لتعاليمه والحفاظ على حدوده، ولا يتحول الدعاء لهذا الشخص بالهداية للإسلام إلى إثم، وإن ارتكب بعد إسلامه ذنوبا فإنه يحمل وزرها هو ولا يحملها معه أحد كما قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ {المدثر:38}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني