الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استيقظت فوجدت بللا فلم تعبأ به وبعد أيام ظنت أنه كان منيا فما حكمها

السؤال

استيقظت في يوم من الأيام من نومي فوجدت بللا، ولا أدري ما هو؟ ولم أذكر احتلاما، فلم ألتفت لهذا حتى لا أفتح على نفسي بابا من الوسواس, لأني أعاني من الوسواس، ولكن بعد مرور خمسة أيام أو أسبوع قلت: لعله يكون منيا، وهذا الغالب. فاغتسلت، وصليت، ولكني لا أدري ما حكم الأيام الفائتة؟ وأنا أيضا لا أعلم عدد الصلوات التي صليتها بتلك الحال.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فغلبة الظن تنزل منزلة اليقين عند أكثر أهل العلم، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 97011، والفتوى رقم: 180871.
وعلى هذا؛ فإذا غلب على ظنك أن البلل منيّ خارج منك, فقد وجب الاغتسال كما فعلت, لكن يجب عليك قضاء كل الصلوات التي صليتها قبل الاغتسال, لأن الطهارة شرط لصحة الصلاة, وليس الجهل بوجوب الغسل مسقطًا للقضاء في قول جمهور أهل العلم، وإذا جهلت عدد الصلوات الباطلة, فواصلي القضاء حتى يغلب على ظنك براءة الذمة.

وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية, ومن وافقه, إلى أن من ترك شرطًا من شروط الصلاة جاهلًا بوجوبه لم تلزمه الإعادة، وراجعى في ذلك الفتوى رقم: 109981.

وفي حال عدم غلبة الظن بكون البلل منيا, فلا يجب عليك الاغتسال, بل يكفيك غسل ما أصاب البدن, والثياب, والصلاة بثوب طاهر, وراجعي الفتوى رقم: 227008.

وللفرق بين مني المرأة, وغيره من الإفرازات، انظرى الفتويين رقم: 128091، ورقم: 131658.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني