الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فتوى حول سجود السهو والشفاعة وتشميت الذكر بصيغة الأنثى

السؤال

يا شيخ هل يجوز إذا أحد أخطأ في الصلاة أو في قراءته أو نسي التشهد الأول ثم تذكر وأتى به مع الأخير، هل يجوز له أن يسجد سجود السهو؟ وهل يجوز الدعاء بأن أقول: يا رب اشفع لي يا شيخ أو محرمة؟ وأنا يا شيخ كنت مع زملائي وعطس شخص منهم وقال الحمد لله ثم رد صديقي عليه بصيغة أنه أنثى قال: يرحمكِ الله، كان مازحا معه، هل هذا استهزاء بالدين؟.
وفقكم الله لقول الصواب والعمل به.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي البداية: نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه من وساوس، وشكوك, فقد تبين لنا من خلال أسئلتك أن لديك وساوس كثيرة, فلأجل ذلك ننصحك بالإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها، فإن ذلك أنفع علاج لها، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 3086.

ثم إن سؤالك هذا لا يخلو من غموض , فإذا قصدت بقولك " تلخبط في الصلاة , " الشك في عدد الركعات بحيث شككت هل صليت ركعتين أوثلاثا مثلا, ففي هذه الحالة تبنى على اليقين, فتجعل ما فعلته ركعتين, ثم تسجد للسهو قبل السلام , كما سبق في الفتوى رقم : 24514.

والخطأ في قراءة الفاتحة, أو السورة إذا كان فيه تغيير للمعنى, فإنه يترتب عليه سجود سهو, كما ذكرنا فى الفتوى رقم: 174037.

وبخصوص الإتيان بالتشهد الأول فإن كنت قد تركته أصلا, ولم تسجد للسهو, فصلاتك صحيحة عند الجمهور, كما ذكرنا فى الفتوى رقم: 174151.

وأسباب سجود السهو ذكرناها مفصلة في الفتوى رقم:4830.

مع التنبيه على أن المأموم لا يلزمه سجود السهو إذا كان مقتديا بإمام, فالإمام يحمل عنه سجود السهو، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 36757.

أما قول "اللهم اشفع لى" إذا قصد الداعى أن الله تعالى يشفع عند أحد من خلقه, فهذا لا يجوز جاء فى شرح الطحاوية لابن جبرين: سرد المصنف رحمه الله هذه الأدلة التي تدل على الفوقية، فذكر حديث الأعرابي لما قال: (نستشفع بالله عليك)، ولا شك أن هذا تنقص لله، فكأنه يقول: نجعل الله شافعاً عندك، وهل الله يشفع عند الخلق؟! هذا فيه شيء من التنقص، أما قوله: (نستشفع بك على الله)، فهذا لم يستنكره؛ لأنه يقول: اشفع لنا إلى ربك، فأنكر عليه الأمر الثاني وهو الاستشفاع بالله، فشأن الله أعظم، وذاته أجل، ووصفه وجلاله وكبرياؤه أعظم من أن يكون شفيعاً عند أحد من خلقه، بل هو الذي يشفع إليه، ولا يشفع إلى أحد، بل لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، كما ذكر ذلك في القرآن: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} [البقرة:255] {وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنْ ارْتَضَى} [الأنبياء:28].
وفى فتاوى اللقاء المفتوح: سئل الشيخ ابن عثيمين عن حكم لفظة: (أسألك بحق الذي جعل النعمة بين يديك) فقال: الظاهر لي أن هذا من جنس الاستشفاع بالله على خلقه، وأنه لا يجوز؛ لأنه لا يجوز أن تجعل الله واسطة بينك وبين الإنسان. اهـ.
وراجع ما ذكرناه في بيان معنى حديث: لا يستشفع بالله على أحد من خلقه. وذلك في الفتوى رقم: 41304.
وبخصوص الرد على تشميت العاطس الذكر بخطاب الأنثى ,فالجواب أنه لا ينبغي المزاح في مثل هذه الأمور، بل ينبغي التقيد بالدعاء الوارد في هذا المجال، لكن لا يعتبر هذا من باب الاستهزاء الذى هو ناشئ عن السخرية والاستخفاف بالدين.

ونرجو من السائل توضيح السؤال, إذا كانت الإجابة على خلاف المقصود.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني