الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مخالفة البنت لرغبة أمها فيمن تريد تزويجها منه ليس عقوقا

السؤال

أنا فتاة تقدم ابن خالتي للزواج مني، ولم أقبل، وأمي كانت مصرة عليه، وكانت تقول بأنها لن تعفو عني مدى الدهر إن لم أتزوجه، ومع هذا بقيت على رفضي، وتزوج ابن خالتي، وأنا نادمة على معصية أمي، فهل أعتبر عاقة؟ وهل يُتقبل دعائي؟
أفيدوني جزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس لأمّك أن تلزمك بالزواج بمن لا ترغبين فيه، ومخالفتك لها في هذا الأمر ليست من العقوق، ولا تكون سببًا في منع قبول دعائك، قال ابن تيمية -رحمه الله-: "لَيْسَ لِأَحَدِ الْأَبَوَيْنِ أَنْ يُلْزِمَ الْوَلَدَ بِنِكَاحِ مَنْ لَا يُرِيدُ، وَأَنَّهُ إذَا امْتَنَعَ لَا يَكُونُ عَاقًّا، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ لِأَحَدِ أَنْ يُلْزِمَهُ بِأَكْلِ مَا يَنْفِرُ عَنْهُ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى أَكْلِ مَا تَشْتَهِيهِ نَفْسُهُ كَانَ النِّكَاحُ كَذَلِكَ وَأَوْلَى؛ فَإِنَّ أَكْلَ الْمَكْرُوهِ مَرَارَةً سَاعَةً، وَعِشْرَةَ الْمَكْرُوهِ مِنْ الزَّوْجَيْنِ عَلَى طُولٍ يُؤْذِي صَاحِبَهُ كَذَلِكَ، وَلَا يُمْكِنُ فِرَاقُهُ" مجموع الفتاوى - (32 /30)
لكن عليك الاجتهاد في برّ أمّك، والإحسان إليها، فإنّ حقّ الأمّ عظيم، وبرّها من أفضل الأعمال الصالحة التي يحبها الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني