الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج وساوس الشك في العقيدة

السؤال

يأتي على خاطري أشياء في نفسي، لا أعرف هل أقولها عن طيب نفس أم أني مكره؟ حيث أقول: ما ربك. أو أشك في العقيدة والدين، وحتى في القرآن، فهل كفرت أم هو من ضعف الإيمان؟ وهل صلاتي تقبل؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي البداية نسأل الله أن يلهمك رشدك، ويشرح صدرك، وأن يعافيك من شر الوسوسة، وشر الشيطان وشركه, ثم إن ما تشعر به من خواطر ووساوس, لا تبطل صلاتك, ولا تكون بها كافرًا, وليست دليلا على ضعف إيمانك -والحمد لله-, بل في ما ذكرت دليل على صحة اعتقادك، وتعظيمك لله تعالى، وخوفك منه، فحالك لا يعدو الوسوسة التي قد عفا الله عنها، فمن فضل الله تعالى ورحمته أن تجاوز عن ذلك ما لم يعمل به المرء أو يتكلم، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تتكلم. رواه البخاري، ومسلم.

وكره العبد، وخوفه، ونفوره من هذه الخواطر، والوساوس الشيطانية علامة على صحة الاعتقاد، وقوة الإيمان، فقد جاء ناس من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم. قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.

قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا، وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلا عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالًا محققًا، وانتفت عنه الريبة والشكوك. اهـ. وراجع في ذلك الفتويين رقم: 7950، ورقم: 28751.

وننصح السائل بأن يكثر من ذكر الله تعالى، وأن يشغل نفسه بالتفكر فيما يفيده في دنياه وأخراه، ولا يسترسل في أحاديث النفس وخواطرها، وإن وجد شيئًا منها يتعلق بعقيدته فلْيَلْه عنه، وليقل: آمنت بالله. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله، فمن خلق الله؟ فمن وجد شيئًا من ذلك فليقل: آمنت بالله" رواه مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني