الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لي جدة كبيرة بالسن مريضة وفاقدة الوعي ولا تستطيع الصيام فكيف تقضي صوم شهر رمضان؟.. مع العلم بأن الأطباء يئسوا من شفائها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا كانت جدتك فاقدة الوعي لا تفيق، فإنه لا يجب عليها صوم ولا كفارة، لأن العقل من شروط التكليف باتفاق الفقهاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاث: عن الصبي حتى يبلغ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق". رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح، فقد دل هذا الحديث على أن مسلوب العقل غير مكلف، قال الإمام الجصاص في أحكام القرآن في قوله تعالى: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) [البقرة:185]: (المراد بشهود الشهر: كونه فيه من أهل التكليف..... ومن ليس من أهل التكليف غير لازم له صوم الشهر).ا.هـ
أما إذا كانت تفيق وقتاً يمكنها الصوم فيه، فيجب عليها إطعام مسكين عن كل يوم أفاقت فيه، لقول الله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) [البقرة:184].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (نزلت رخصة للشيخ الكبير، والمرأة الكبيرة لا يستطيعان الصيام، فيطعمان مكان كل يوم مسكيناً). رواه البخاري، فإن كانت عاجزة عن الإطعام سقط عنها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني