الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من دعت على نفسها بأنها محرمة على زوجها وأن تُحرم الجنة إن كانت خانته

السؤال

أخبرني زوجي بأنه سيرمي يمين الطلاق علي إن كنت خنته وزنيت مع أحد الأشخاص، وأنا والله الشاهد علي لم أفعل شيئا كذلك، أنا إنسانة ملتزمة، ولا أستطيع أن أفعل شيئا كبيرا مثل هذا، لكن وسواسه وربطه لأحداث جرت من هذا الشخص والتي تبين له علاقة لي معه، وأنا لا أعلم هل هذا الشخص يريد الفرقة بيننا أم غيره؟ واكتملت برسائل قذف تتهمني بالزنا معه، كل شيء ضدي ولا أستطيع أن أثبت براءتي، دعوت على نفسي بأني محرمة عليه ليوم الدين داخل الحرم؛ لأنه طلب مني ذلك إن زنيت وأنا صادقة، ودعوت على نفسي أن يحرمني الله الجنة إن خنته، وأنا لن أبيع آخرتي، أريده أن يرتاح من وساوسه، يمين الطلاق هي الحل بالنسبة له حتى يرتاح ويتأكد بأني صادقة، قلت: افعلها أنا بريئة وأسأل الله أن ينصرنا على من ظلمنا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت صادقة فيما تحلفين عليه لزوجك فلا يقع عليك طلاق ولا تحريم، وأما دعاؤك على نفسك بأن يحرمك الله الجنة إن كنت خنتيه، فهو قول منكر ينبغي عليك ألا تعودي لمثله، وهو ليس بيمين، وإنما هو دعاء على النفس، ففي الأصل المعروف بالمبسوط للشيباني: وَإِذا قَالَ الرجل عذبه الله أَو أدخلهُ النَّار أَو حرمه الله الْجنَّة فَلَيْسَ فِي شَيْء مِنْهَا كَفَّارَة وَلَا يَمِين إِنَّمَا هَذَا دُعَاء على نَفسه.
وفي المدونة: قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إنْ قَالَ: أَحْرَمَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَأَدْخَلَهُ النَّارَ إنْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا أَيَكُونُ هَذَا يَمِينًا فِي قَوْلِ مَالِكٍ؟ قَالَ: لَا يَكُونُ هَذَا يَمِينًا.
وعلى زوجك أن يتقي الله ويحسن الظنّ بك ولا يتهمك بالسوء دون مسوّغ، ولا يجوز له تتبع عثراتك ومطالبتك بالإقرار بمعاصيك، بل ينبغي عليك إذا كنت وقعت في معصية ثم تبت منها أن تستري على نفسك ولا تخبري بها زوجك ولا غيره، وانظري الفتوى رقم: 224257.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني