الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من تاب من نشر مقطع فيديو به موسيقى ولم يستطع إزالته

السؤال

قبل سنوات طلبت من صديقتي نشر مقطع في اليوتيوب، وكان يحتوي على موسيقى، لكني بعد فترة تبت -والحمد لله-، وطلبت منها حذف المقطع، لكنها أخبرتني بأنها أضاعت الرقم السري لحسابها، ولا تستطيع حذفه، فهل برئت ذمتي؟ علما بأن لها مقاطع أخرى تحتوي على الموسيقى. أفيدوني -جزاكم الله خيرا- فأنا في هم عظيم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبالتوبة من هذا الذنب مع السعي في إزالته تبرأ ذمتك من أثره، ولا يؤثر بقاء أثر الذنب بعد أن عجزت عن منعه أو إزالته في صحة التوبة، فقد قال العلامة الشنقيطي ـ رحمه الله تعالى ـ في أضواء البيان: من تاب من الذنب الذي هو متلبس به، مع بقاء فساد ذلك الذنب، أي: أثره السيئ هل تكون توبته صحيحة؛ نظرا إلى أنه فعل في توبته كل ما يستطيعه، وإن كان الإقلاع عن الذنب لم يتحقق للعجز عن إزالة فساده في ذلك الوقت؟ أو لا تكون توبته صحيحة; لأن الإقلاع عن الذنب الذي هو ركن التوبة لم يتحقق؟... ثم ذكر أمثلة على ذلك، ثم قال: فجمهور أهل الأصول على أن توبته في كل الأمثلة صحيحة; لأن التوبة واجبة عليه، وقد فعل من هذا الواجب كل ما يقدر عليه، وما لا قدرة له عليه معذور فيه; لقوله تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 165977، 184443.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني