الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السنة بين الغالي والجافي

السؤال

سؤال حيرني وأريد أن تبينوه لي؛ أردت أن أقيس في محادثة دارت بيني وبين أخي عن موضوع التشدد والتساهل الذي ابتلى الله به بعض البشر من بني جلدتنا، كما قرأت في موقعكم: (ليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر، وإنما العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين)، واستنادا إلى هذه المقولة من يكون في رأيكم أشر من الآخر: هل المتشدد الذي ينفّر الناس من أحكام الشريعة أم الذي لا يهمه تطبيق الشريعة، ولا يلقي لها بالا، ويريد أن يعيش كما يعيش الغرب؟ وبشكل عام وليس تخصيصا لأن هذا قد يختلف بين قلوب البشر، في رأي الشرع من الأقرب لميله إلى الوسطية المتبعة لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالسنة بين الغالي والجافي، فهي وسط بين الإفراط والتفريط على حد قول القائل:

فلا تغلُ في شيء من الأمر واقتصد كلا طرفي قصدِ الأمور ذميمُ.

غير أن المعظّم لأحكام الشرع خير من الذي لا يقيم لها وزنًا، ولا يلقي لها بالًا، وإن كان في الأول بعض تشدد وخطأ في عرض أحكام الشريعة، فإنه يناصح ويبين له أنه بطريقته هذه ينفر عن الدين، ويصد الناس عنه، ومثل هذا ما دام عنده أصل التعظيم للشرع، والانقياد له، فإنه سرعان ما ينتصح، ويستجيب إذا تبين له وجه الصواب، والله يهدينا وسائر إخواننا لما فيه رضاه. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني