الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عمل أكثر من حساب خلافا لشروط الشركة لا يجوز

السؤال

أنا شاب أقارب الثلاثين من عمري، ولا أجد وظيفة حتى الآن، ولا أستطيع الزواج, بحثت عن مصادر دخل من الإنترنت، فوجدت شركات الربح من خلال زيارة المواقع، فمثلا هناك شخص يمتلك خدمات أو منتجات ويريد إخبار الناس عنها لشراء المنتج أو الخدمة أو حتى لمجرد التسجيل في الموقع ليرتفع ترتيب موقعه ويحقق هو مكاسب, فيقوم هذا الشخص بدفع مبلغ معين للشركة من أجل عرض الإعلان عن هذا الموقع، ويعرض الإعلان على أشخاص مثلي يقومون بالضغط عليه والمشاهدة في مقابل سنت، هذا عملي وأريد الاستفسار عن مدى شرعيته، ومن حيث المنفعة الشرعية فهي موجودة أكيد لصاحب الموقع ولي؛ لأنني قد أشترك في مثل هذه المواقع أو قد أشتري الخدمة المقدمة والتي أراها بمشاهدتي للموقع.
هناك موقع آخر يقوم بالدفع في مقابل عمل إعجابات لصفحات الفيس بوك مثال: كل لايك = 2 سنت هل هذا العمل جائز أم لا؟ مع العلم أنني قد أضطر لأن أضغط إعجابا لفنانين أجانب ومطربين وممثلين نساء ورجال، وفي هذا الموقع أيضا أستطيع التربح من خلال عمل أكثر من حساب على الشركة، ولكن هذا مرفوض في سياسات الشركة، ولكني أستطيع أن أفعله رغم هذه القوانين، فهل هذا أيضا جائز؟ مع العلم أنني لن أضر الموقع في شيء بل على العكس سيستفيد الموقع من هذه الحسابات العديدة التي سأفعلها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبخصوص الشق الأول من السؤال ، إذا كان مضمون الإعلانات مباحا شرعاً، ولم تدفع شيئاً مقابل تصفحك، فلا حرج في ذلك إن شاء الله، وهذه المعاملة أشبه بالجعالة، ولمزيد الفائدة بشأن المشاركة في مواقع التصفح راجع الفتوى رقم: 122925.
وأما بخصوص تسجيل الإعجاب بالفنانين والمطربين ونحوهم فهذا لا يجوز؛ لما فيه من إقرار للمنكر، ومعاونة على نشر الفسوق والمجون. وانظر الفتوى رقم: 212341.

وأما بخصوص عمل أكثر من حساب خلافا لشروط الشركة، فهذا أيضا لا يجوز؛ لعموم قوله عليه الصلاة والسلام: المسلمون عند شروطهم. رواه البخاري تعليقا، ورواه غيره موصولا.

وأيضا فقد سبق أن أفتينا بأن بيع ـ الإعجابات ـ لا يجوز فيما يظهر لنا؛ لما في ذلك من غش وخداع، فمشتري الإعجابات يظهر لغيره أن متابعي صفحته أو منشوره كثر، والواقع ليس كذلك، وراجع فتوانا رقم: 222424.

وعلى ذلك فالمال المكتسب من وراء هذا كسب خبيث، يجب التخلص منه بصرفه في المصالح العامة ووجوه الخير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني