الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طهارة وصلاة المبتلى بانفلات الريح

السؤال

أعاني من كثرة خروج الغازات -أكرمكم الله- عند الصلاة منذ ثلاثة أشهر، ولا تزال تزداد هذه المشكلة كل يوم، وفي كل صلاة أعيد الوضوء لمرات عديدة قد تصل إلى ست مرات أو أكثر، حتى الصلاة لا أستطيع أن أصليها بخشوع وطمأنينة، وأعيدها مرات عدة حتى يكاد يدخل وقت الصلاة التي تليها. ذهبت إلى المستشفى، وقمت باستخدام العديد من الأدوية، ولكن دون جدوى، في بعض الأحيان أمكث طوال اليوم لا أحس بهذه الغازات، ولكن وقت الصلاة تأتيني دائما.
المشكلة في هذا الموضوع: أني لم أعد أستطيع التفريق بين خروج الغازات حقيقة وعدم خروجها، وشكلت لي هذه الحالة تعبا نفسيا قد بدا واضحا للكل، فوالله أصبحت أشعر بتوتر شديد عند سماع صوت الأذان خشية مما سأعانيه من كثرة إعادة الوضوء والصلاة بسبب خروج هذه الغازات.
نصحني الكثير بأن أستمر بالصلاة حتى لو خرجت مني هذه الغازات على سبيل القياس بسلس البول، ولقد نفذت النصيحة لمدة يوم واحد، بل حتى لم أستطع أن أنفذها على كل الصلوات في ذلك اليوم، حيث خفت أن أقترف ذنبا بمتابعة الصلاة رغم خروج الغازات، فماذا أفعل في هذه الحالة؟ وهل يجب علي إعادة صلاتي أم أكملها؟ والصلوات التي أجريت عليها ما تقدم لي من نصيحة هل أعيدها؟ وإن كنت سأعيد تلك الصلوات هل في إعادتها لزوم لإعادة ما بعدها من صلوات؟ وهل أعيدها في وقت مثيلتها من الصلاة أم في أي وقت؟
الرجاء عدم إحالتي لسؤال آخر؛ لأني اطلعت على جميع المسائل، ولم أستطع التوصل لحل.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان شعورك بخروج الريح مجرد شك: فلا تلتفتي إليه، ولا تعيريه اهتماما، وصلي مهما عرضت لك هذه الشكوك، فإنه لا علاج للوساوس سوى تجاهلها، وعدم الاسترسال معها، وانظري الفتوى رقم: 51601.

وعليه؛ فلا تعيدي الوضوء والصلاة إلا إذا تيقنت يقينًا جازمًا تستطيعين أن تحلفي عليه أنه يخرج منك شيء، وأما مع الشك فالأصل بقاء الطهارة، وعدم انتقاضها، وأما إذا حصل لك هذا اليقين الجازم بخروج هذه الريح؛ فإن كان خروجها لا ينقطع زمنًا معلومًا يتسع لفعل الطهارة والصلاة -كما هو ظاهر السؤال- على تقدير كون ذلك حقيقيًّا: فحكمك حكم صاحب السلس؛ تتوضئين لكل صلاة عقب دخول وقتها، وتصلين بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت، وصلاتك صحيحة لا تلزمك إعادتها، ولتنظر الفتوى رقم: 136434، وعليه؛ فلا يلزمك إعادة شيء من الصلوات التي صليتها -والحال ما ذكر-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني