الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قضاء الصلوات الفائتة مقدم على السنن

السؤال

لدي سؤال يتعلق بصلاة السنن الرواتب، ولكني قد وضعته في عدة نقاط؛ لأحصل على إجابات وافية -بإذن الله-:
1- من تاب وعزم بأن لا يترك أيا من السنن الرواتب، ماذا عن الصلوات السابقة التي لم يكن يصلي معها نافلة لتجبر النقص الواقع فيها -أجزم أنها ناقصة-؟
2- من كان لا يصلي، ثم تاب وعزم على أن يقضي كل الصلوات المتروكة، ماذا عن سننها: أيصليها مع القضاء؟ هو لا يريد أن يقضي تلك الصلوات المتروكة ويتركها ناقصة إذا لم يصل معها نافلة تجبرها، ولكن الأمر هو: أن القضاء أكثر من سنة، وإن صلى النوافل معها سيأخذ وقتا طويلا جدا لقضاء الصلوات، وبما أنها ستأخذ وقتا، فهل يصح أن يستبدلها بالاستغفار مائة مرة عن كل صلاة لتجبرها -بإذن الله-؟
3- إذا صلى الشخص صلاة المغرب -مثلا-، ثم عندما قام ليصلي سنتها كان وقت صلاة المغرب قد خرج، فهل تصح سنن الصلوات المفروضة بعد خروج وقتها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:

فمن كان تاركًا للسنن الراتبة فإنه ينبغي له الحرص عليها تقربًا إلى الله تعالى، ولا يلزمه أن يقضي ما سبق منها وإن تركها، وقد ذهب جمع من الفقهاء إلى أن الرواتب لا تقضى أصلًا، وقال آخرون باستحباب قضائها، وفرق بعضهم فقال بعدم قضائها لمن تركها بغير عذر، وبقضائها لمن فاتته بعذر. وانظر الفتوى رقم: 55961 .
ومن ترك صلاة الفريضة، وتاب إلى الله تعالى، فإنه يقضيها، وإذا كانت تلك الفوائت كثيرة كفوائت سنة أو أكثر على ما ذكرته فإنه يشتغل بقضاء الفريضة، ولا يشتغل بالرواتب الحاضرة فضلًا عن الرواتب الفائتة. وانظر الفتوى رقم: 127606 في بيان أن قضاء الفوائت مقدم على الاشتغال بالنوافل.

والمثال الذي ضربته لسنة صلاة المغرب تصح فيه صلاة الراتبة بعد خروج الوقت، وتكون قضاء.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني