الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلم المرأة للعلوم المدنية.. رؤية شرعية واقعية

السؤال

قرأت ذات مرة كتيبا صغيرا في أحد المساجد لكاتبة اسمها: أم حسن. تدعي بأن العلوم الدنيوية للمرأة كالطب أو الهندسة أو الكيمياء... إلخ في الإسلام ليست بذات فائدة أو كما قالت: لا تسمن ولا تغني من جوع، وإنما عليها فقط بالعلوم الشرعية. فهل هذا حقا ما دعا له الدين الإسلامي -أقصد: العلوم الشرعية فقط دون العلوم الدنيوية-؟ وأريد أن أسال الشخص الذي سيجيبني: هل أنت عازم على أن تسمح لبناتك بالعلوم الدنيوية مع الشرعية أم الشرعية فقط؟
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا بد من التفريق بين مقام الجواز أو الإباحة، وبين مقام الفضل والاستحباب، فتعلم المرأة للعلوم المدنية المذكورة في السؤال: الأصل فيه الجواز، وقد ينتقل إلى الكراهة والحرمة، أو إلى الاستحباب والوجوب، وذلك بحسب حال الدراسة، وحاجة المجتمع، فإذا انضبط حال الدراسة بالضوابط الشرعية، وكان مجالها مما يحتاج إليه المجتمع، كتطبيب النساء, والتدريس لهن, ونحو ذلك، كان احتساب المرأة في تعلم ذلك مما يقربها إلى الله. وأما إذا كانت الدراسة غير منضبطة بالضوابط الشرعية، أو كان مجالها لا يفيد المرأة, ولا يحتاج إليه المجتمع المسلم في خصوص النساء، فخروجها عندئذ للدراسة يدور بين الكراهة والحرمة، بحسب الحال. وراجع للفائدة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 37325، 18934، 5807.
هذا من جانب، ومن جانب آخر: فإن المفاضلة قائمة بين العلوم الشرعية وغيرها من العلوم، فالعلوم المدنية إذا طلبها الرجل أو المرأة ناويًا نفع نفسه وأمته لا يخلو من فضل، ولكن تبقى العلوم الموروثة عن الأنبياء هي الأفضل، والأنفع مطلقًا. وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 130606، 256513، 62896.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني