الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حلف بالطلاق على عدم فعل شيء ولا يدري هل خصص الترك بيوم معين أم لا؟

السؤال

أنا رجل متزوج، وقد حلفت لزوجتي بأني لن أفعل هذا الشيء، وكان الحلف بالطلاق، وأشك بأني أثناء الحلف ذكرت في نيتي أني لن أفعل هذه الفعلة خلال يوم. ومرت الشهور، وقد فعلتها اليوم، ولكنني نسيت هل أنا ذكرتها في نيتي أم أني حلفت بالطلاق من دون ذكر الحلف المؤقت؟ فهل يقع الطلاق؟ مع العلم أني متزوج وامراتي حامل في الشهر الرابع.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمفتى به عندنا: أنّ من حلف بالطلاق وحنث في يمينه، وقع طلاقه، وأنّ العبرة في اليمين بنية الحالف فيما تلفظ به، فإن حلف على فعل شيء أو تركه، ونوى الفعل أو الترك في زمن معين، تقيدت يمينه بذلك الزمن، فلا يحنث إذا فعله أو تركه في غير ذلك الزمن، وانظر الفتوى رقم: 35891.
فإن كنت حلفت بالطلاق على ترك فعل شيء، ونويت بيمينك تركه في يوم معين فقط، فإنّك تحنث بفعل هذا الشيء في ذلك اليوم، ولا تحنث إذا فعلته في غيره من الأيام. أما إذا كنت شاكا في نيتك، فلا يعول على الشك، ويرجع إلى سبب يمينك، فإن اقتضى سبب اليمين التخصيص بهذا اليوم خصّص به، وإلا فإنّه لا يخصص، ويحصل الحنث بفعل هذا الشيء في أي زمن عملًا بظاهر لفظك؛ قال ابن قدامة الحنبلي -رحمه الله- : "فإن عدمت النية رجع إلى سبب اليمين وما هيجها، فيقوم مقام نيته لدلالته عليها، فإن عدم ذلك حملت يمينه على ظاهر لفظه" عمدة الفقه (ص: 124)
وإذا حنثت في يمينك وقع طلاقك وانحلت يمينك، وجاز لك مراجعة زوجك في عدتها إذا لم يكن الطلاق مكملًا للثلاث.
وننبه إلى أن الحلف المشروع: هو الحلف بالله تعالى، وأما الحلف بالطلاق: فهو من أيمان الفساق، وقد يترتب عليه ما لا تحمد عقباه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني