الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تبرأ ذمة من اقتصر على الصلوات الخمس والحج حتى يمتثل غيرها من الواجبات

السؤال

إذا كنت أعاني من مشكلة الشذوذ الجنسي، وأنا على الطريق لأنتهي من هذه الأزمة، هل يكفي في الدين الصلوات الخمس والدعاء والذكر وقراءة القرآن الكريم بالإضافة إلى الحج و العمرة بإذن الله؟ أم هو واجب أن أخبر الوالد و من ثم قد نستشير إمام المسجد أو قد نكتفي بدون استشارته؟ كيف يحاسب الأب باعتبار التربية مسؤوليته وكوننا نسكن معا مع باقي العائلة منذ الطفولة، ولقد مضى للمشكلة أعوام منذ المرحلة الإعدادية في المدرسة، وحاليا أنا في العام الثاني من الدراسة الجامعية خارج الدولة؟ أنا عمري في التاسع عشر والوالد والوالدة في مقدم العمر، وهناك فارق كبير في السن بيني وبين إخوتي وهم ثلاثة إخوان وأختان، وأيضا في البيت أبي كان يدللني كثيرا ولم يكن لدي صحبة، وكان هناك مشكلة الخجل والخوف من الاختلاط مع التلاميذ مما أدى إلى الانعزال وندرة الصحبة في جميع المراحل المدرسية، ومنذ بضعة شهور استشرت مع أبي طبيبا نفسيا لمشكلة الانعزال، وبالنسبة لمشكلة الشذوذ الجنسي استشرت وحدي طبيبا نفسيا، فهل هناك من نصائح مزيدة؟.
شكرا وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يوفقك للتوبة والإنابة، وأن يفتح لك أبواب الهداية والرجوع إليه، فإنك إذا أقبلت على مولاك بتوبة صادقة نصوح فسيقبل عليك سبحانه بفيوضات الرحمة والمغفرة والهداية والمعافاة، وقد جاء في الحديث القدسي عن رب العزة جل في علاه: قالَ الله تَبَارَكَ وتعَالى: يا ابنَ آدَمَ إِنّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى ما كانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي، يا ابنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَت ذُنُوبُكَ عَنَانَ السّمَاءِ ثُمّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي، يا ابنَ آدَمَ إنّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرْضِ خَطَايَا ثُمّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بي شَيْئاً لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً. رواه الترمذي وقال: حسن.
وما ذكرته من العبادات كالصلوات الخمس والحج والعمرة وغيرها هي من أعظم العبادات إلا أنها لا تبرأ ذمة من اقتصر عليها من المكلفين حتى يمتثل غيرها من الواجبات كصيام رمضان والزكاة وبر الوالدين ونحوها.
وليس من الواجب عليك أن تخبر أباك أو إمام المسجد أو غيرهما مما تعاني منه، بل عليك بالستر على نفسك ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ. رواه مالك في الموطأ.
وقد ذكرنا أسباب الشذوذ الجنسي وعلاجه في الفتوى رقم: 7413، فننصحك بقراءتها، وكذلك ننصحك بمراسلة قسم الاستشارات في موقعنا هذا.
وأما الأب وكذا الأم إن قصَّرا في تربية أولادهما فهما مسؤولان عن ذلك ومحاسبان؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْأَمِيرُ رَاعٍ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ. متفق عليه. وانظر الفتوى رقم: 73552.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني