الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم زواج المسلم من نصرانية أسلمت سرا وتقيم علاقة مع رجل غيره

السؤال

أنا شاب دخلت الجامعة، وكانت علاقتي بالله شبه معدومة، لكن كنت أخشاه، تعرفت على فتاة مسيحية الديانة، ودارت الأيام وأحببتها وأحبتني، وفي يوم من الأيام ذهبت إليها في المنزل، وكنا وحدنا ولكن لم يحدث شيء البتة، وثاني مرة حدث وأن عاشرنا بعضنا، ولكن دون أن أفض بكارتها أو أن أقوم بالفعل نفسه، كان كل شيء سطحيا، وحدث هذا بعد ذلك أكثر من مرة، وكنت أحبها وأنوي الزواج بها، لكن كان كل الناس يعارضون هذا لاختلاف الديانة، وهذه الفتاة تغيرت جدا في الوقت الذي تعرفت عليها فيه، وتحسنت وبدأت أشعر بميولها للإسلام، وكانت هي من تحاورني ومقتنعة، وفعلا أسلمت لكن سرا نطقت الشهادتين عن اقتناع، لكن ما حدث أنها كان من المستحيل عليها قراءة القرآن أو الصلاة في البيت أو خارجه؛ لأنه ليس الوقت المناسب لهذا، ولكن دارت الأيام وبدأت أمل من حبها ، وحدث أن تفرقنا، ولما خسرتها أحسست باحتياجي لها، وهنا أنا من دخل الإسلام فعلا، بدأت أصلي وأقوم الليل والتسبيح والاستغفار، وأوقفت ذنوبا كثيرة جدا كنت أقوم بها، ولكن مازال حبها داخلي، وبدأت أدعو إن شاء الله أن يرحمها ويهديها فعلا، وأن أحصل على هذا الثواب، فلما رجعت وجدت أنها على علاقة سطحية جدا بشخص آخر ليس حبا لكن هي حصلت على الاهتمام الذي فقدته مني فيه، لكن لما لم تنسني يوما مع أني جرحتها، أخذت قرارا بالفراق النهائي، لكن بعد فترة قصيرة بدأت هي من تقترب؛ لأنها لا تستطيع أن تنسى حبها لي، لكن لا تريد أن تترك الشخص الذي ساعدها في غيابي، ولكن أنا أحس أن نهاية قصتهما المملة تنتهي، وأنا في انتظار هذه النهاية، لكن أصدقائي خيروني بين هذه العلاقة وعلاقتي بهم، مع العلم أن والدتي ووالدي موافقان لكن لا يعلمون ما حدث بيني وبينها، لكن أصدقائي المقربون جدا يعلمون، وواحد منهم فضح الأمر لكن في مجتمع صغير، هنا أنا ماذا أفعل هل أنتظرها وأدعو لها بالهداية والزواج منها وأحصل على ثواب هدايتها وسترها وأخسر أصدقائي؟ أم أكسب أصدقائي وأتركها لحالها ترى طريقها دون مشاكل فهي عذراء؟ أرجوكم أنا في صراع صعب، ولا أعلم معنى العلامات التي تظهر أمامي؛ لأنها متناقضة، غلبت على أمري، فلا بد من وجود القرار الصحيح عند أهل الدين، مع العلم أن كلا منا راشد، وما حدث كان بموافقة الطرفين.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت المرأة أسلمت، وبقيت على إسلامها، فلا مانع من زواجها إذا تركت العلاقات المحرمة وتابت إلى الله، ولا عبرة حينئذ برفض أصحابك، فإنّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له، أما إذا بقيت على علاقة بأجنبي، فلا تتزوجها ولو نصحك أصحابك أو غيرهم بزواجها، والواجب عليك أن تتوب إلى الله، وتبتعد عن االعلاقات المحرمة بالنساء، واحرص على الزواج بامرأة صالحة عملاً بوصية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ... فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ. (متفق عليه)
واعلم أن الاختلاط في الجامعات بين الشباب والفتيات أمر منكر يجرّ إلى المجتمع كثيراً من البلايا والفتن، ويفتح أبواب الفساد والشرور، و إذا كانت هناك حاجة للدراسة في الأماكن المختلطة، فالواجب مراعاة أحكام الشرع وآدابه في التعامل بين النساء و الرجال الأجانب، وراجع الفتوى رقم : 2523.

وأخيرا ننبهك إلى خطورة التهاون في امتثال أوامر الله تعالى وانتهاك محارمه، فما حرمه من أسباب الفتنة بالنساء من المخالطة لهن والخلوة بهن، وأحرى ما هو أكبر من ذلك من اللمس ومقدمات الفاحشة لا يبيحه التراضي بين الطرفين أو رشدهما ولا غير ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني