الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين بيان حال الدهر وسب الدهر

السؤال

هل تحتوي هذه الأبيات على مخالفات شرعية؟ وهل يمكن الاستشهاد بها في مواطنها حياناً؟
إذا عيَّرَ الطائيَّ بالبُخْلِ مادِرٌ *** وعَيّرَ قُسّاً بالفَهاهةِ باقِلُ
وقال السُّها للشمس أنْتِ كَسيفةٌ *** وقال الدُّجى للبدر وجهك حائل
وطاوَلَتِ الأرضُ السّماءَ سَفاهَةً *** وفاخَرَتِ الشُّهْبَ الحَصَى والجَنادل
فيا موْتُ زُرْ إنّ الحياةَ ذَميمَةٌ *** ويا نَفْسُ جِدّي إنّ دهرَكِ هازِلُ
و ما رأي أهل العلم في أبي العلاء المعري؟.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أن هذه الأبيات ليست فيها مخالفات شرعية، فإن الشاعر يرثي حال زمان اختلت معايير الحكم فيه، ووصلت أحواله إلى أن يعير فيه الكريم والفصيح، ويمدح فيه البخيل والعيي، وانقلبت فيه الأمور العظام، ثم تمنى الشاعر الموت إذا جاء هذا الزمان، ثم وصف دهره بالهازل.
وتمني الموت في مثل هذه الحياة التي وصل فيها الفساد وانقلاب الأحوال إلى مثل ما صوره الشاعر يجوز إذا كان ذلك خوفا من الفتنة والضرر في الدين، وانظر الفتوى رقم: 31781.
وأما وصف هذا الدهر ـ الذي صوره الشاعر ـ بأنه هازل، فلا يدخل في سب الدهر المنهي عنه، وذلك أن هناك فرقا بين بيان حال الدهر والإخبار عنه بالنحس أو العسر أو الهزل، وبين عيبه بذلك، فالأول سب بخلاف الثاني، وراجع الفتوى رقم: 131297، ثم إن الظاهر من سياق الأبيات أن الشاعر يريد بيان حال أهل الدهر لا الدهر نفسه.
واستشهاد كثير من أهل العلم بهذه الأبيات مما يستأنس به في جواز الاستشهاد بها، وأنهم لا يرون في ذلك مخالفة أو بأسا.
وأما عن رأي أهل العلم في أبي العلاء المعري فقد ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 73882، فراجعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني