الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم رفض الزوج الإنجاب وهجر امراته بلا سبب مشروع ومنعها من الذهاب للطبيب

السؤال

لدي طفل واحد وزوجي يرفض أن نزيد أولادا آخرين، وهجرني في المضجع لمدة تزيد عن خمس سنوات، وينام لوحده، كما أني أعاني من التهاب الحلق المزمن، وآلام في صدري وبطني، لا أعلم سببها، فإن طالبته بأخذي للطبيب يرفض، ويقول: ليس في زماننا من طبيب، فقط كثفي دعاءك لله، فأنا لم أستطع الصبر أكثر من هذا، فأفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنجاب الذرية من أعظم مصالح الزواج، ومن أهم مقاصد الإسلام في تشريعه، وانظري الفتوى رقم: 32175 .

الإنجاب حق لكل من الزوجين، فليس لأحدهما الاستبداد والمنع منه لغير عذر شرعي. وراجعي الفتوى رقم: 101850.

وليس للزوج هجر زوجته لغير سبب مشروع كنشوزها، ولو أنها نشزت فهجر الناشز له ضوابطه الشرعية، وقد أوضحناها في الفتوى رقم: 106522، فهجر الزوج لزوجته هذه المدة الطويلة أمر منكر وسبب من أسباب الفساد.

ولا ندري ما يعني زوجك بأنه ليس في زماننا طبيب، ولكن من كريم خلق الزوج اهتمامه بزوجته، ووقوفه بجانبها، وخاصة في حال ضعفها ومرضها وحاجتها إلى العلاج. ولاشك في أن الدعاء من أعظم أسباب العلاج، وكذلك الرقية الشرعية، ولكن هذا لا يعني أن لا تتخذ بقية الأسباب من مقابلة الطبيب ونحو ذلك.

وعلى كل فإننا نوصيك بالصبر على زوجك ومناصحته بالمعروف، والدعاء له بأن يصلح الله حاله، ويرزقه السداد، واستعيني عليه ببعض أهل الفضل والعقلاء من أهله، وإن ضاق بك الحال، وتضررت بوجودك معه فيمكنك طلب الطلاق للضرر، ولكننا لا ننصحك بالتعجل إليه، فالطلاق له أضراره وخاصة على الأولاد، فلا يلجأ إليه إلا إذا ترجحت مصلحته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني