الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى صحة الدعاء الذي أوصى به الصادق من يخشى من الوحدة والموت

السؤال

ما صحة هذا الدعاء الوارد في هذه القصة؟ (دخل رجلٌ إلى الصادق (ع) فقال له: يا سيدي علَت سنّي ومات أقاربي، وأنا خائفٌ أن يدركني الموت، وليس لي مَن آنس به وأرجع إليه، فقال له: إنّ من إخوانك المؤمنين مَن هو أقرب نسباً أو سبباً، وأُنسك به خيرٌ من أُنسك بقريبٍ، ومع هذا فعليك بالدعاء، وأن تقول عقيب كل صلاة: "اللهم صل على محمد وآل محمد، اللّهم إن الصادق (ع) قال: إنك قلت: ما ترددتُ في شيءٍ أنا فاعله كترددي في قبض روح عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، اللّهم فصلّ على محمد وآل محمد، وعجّل لوليك الفرج والعافية والنصر، ولا تسؤني في نفسي، ولا في أحدٍ من أحبتي".
إن شئت أن تسميهم واحداً واحداً فافعل، وإن شئت متفرقين، وإن شئت مجتمعين.
قال الرجل: والله لقد عشت حتى سئمت الحياة، قال أبو محمد هارون بن موسى ـ ره ـ: إنّ محمداً بن الحسن بن شمّون البصري كان يدعو بهذا الدعاء، فعاش مائة وثمان وعشرين سنة في خفض إلى أن ملّ الحياة فتركه فمات).

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم نجد بعد البحث في كل الكتب التي بين أيدينا من ذكر هذا الدعاء، ولا من ذكر سند هذا الأثر لا تصحيحا ولا تضعيفا، غير أن ظاهر ألفاظ الدعاء صحيحة، إلا أن قوله: (وعجل لوليك الفرج) هو من شعار بعض أهل البدع في أدعيتهم، ويقصدون بتعجل الفرج عن الولي، خروج مهديّهم المزعوم.

وكذلك فإنه قد يفهم من الدعاء توسلا بجاه الأولياء، وذلك في قوله: (اللهم إن الصادق ... قال: إنك قلت: ...) وقد بينا في فتاوى سابقة أن السؤال بسر فلان أو جاهه، من الأمور غير المشروعة على الراجح، وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية عن دعاء جاء فيه: اللهم بسر الحسن وأخيه وجده وأبيه ... وبحرمة نبيك سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم؟
فكان في جوابها: أن في هذا الدعاء توسلا بالحسن والحسين وحرمة الرسول صلى الله عليه وسلم وجاهه، والتوسل بالأشخاص أو بجاههم في الدعاء بدعة، وكل بدعة ضلالة ووسيلة إلى الشرك. انتهى.

فاحرص على أدعية القرآن وأدعية االسنة الثابتة فإن البركة والخير والفلاح في اتباعها.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين التالية أرقامهما: 4413، 67918.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني