الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يقع الطلاق بألفاظ التخيير الكنائية إلا بالنية

السؤال

نشكركم على ما تقومون به من جهد.
كنت أرسلت إليكم السؤال رقم: (2528384) فجاءني الجواب إحالة على أجوبة أسئلة مشابهة.
ثم أرسلت إليكم سؤالا برقم (2529119)، والإحالة على أجوبة أخرى تزيدني تشتتا، فأستسمحكم لو تكرمتم بالجواب مباشرة.
ولكم مني جزيل الشكر.
وإليكم السؤالان.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أستمع إلى عالم وهو يشرح في باب الطلاق عن تمليك المرأة الطلاق وتخييرها، فتذكرت أمرا حدث معي منذ أربع سنوات أو خمس، حدث خلاف بيني وبين زوجتي، وفي أثناء المناقشة قلت عبارة غير متذكر لها بالضبط ولكنها تدور حول هذا المعنى:
1- أنا هذا وضعي لو تريدين العيش معي.
عايزة ( كلمة عامية مصرية) ومعناها (تريدين).
2- أو أنا كده لو تحبين أن تعيشي معي
أنا كده ( كلمة عامية مصرية) ومعناها (هذا وضعي وحالي)
3- أو هذا وضعي لو تحبين أن تعيشى معي.
4- وربما قلت عايزة تعيشي معي أولا.
لكن هذه العبارة الأخيرة احتمال قولها أقل نسبة إلى العبارات الثلاثة الأول.
لأني غير متذكر بالضبط أي العبارات السابقة.
لكني متذكر إجابتها أنها قالت: ( مش عايزة ) ردا على كلامي.
فهل بقولها "مش عايزة" يكون قد وقع الطلاق؟.
أرجو إرسال الرد على البريد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرسلت إليكم سؤال برقم: (2528384)
إلى أن يأتيني ردكم كنت قد سألت أحد العلماء فقال لي: لا يقع بما ذكرت الطلاق إن شاء الله تعالى، إلا إذا نويت أنت وهي به الطلاق فيقع الطلاق.
وبسؤال زوجتي قالت إنها غير متذكرة النية؛ لأنها حصل لها مواقف مثلها متشابهة، وغير متذكرة تفاصيله.
وبالنسبة لي: حاولت أن أصل إلى النية لم أستطع؛ لأني النية عندي مشوشة؛ بسبب ما أعانيه من الوسوسة في أمر الطلاق، وفي غيرها، حيث أني أتوضأ وأقطع وضوئي وأيضا غسلي وأحيانا الصلاة بسبب النية، ولا أريد أن أعلق كل شيء على شماعة الوسوسة؛ لأنه الموقف لم يكن فيه وسوسة، ولكن أحست ساعة الإجابة كأنه أسقط في يدي، وخشيت أيضا ساعتها أن يكون هذا طلاقا، وعندما سألت شخصا ملما بالفقه ويعرفني قال لي بما معناه أكيد خفت من العبارة، فقلت نعم فقال لي للعلماء فيها كلام لكن لا تخف فسكت لكثرة ما كنت أسأل في الطلاق، ولم أسأل لجان الإفتاء والمواقع المعتمدة.
وأيضا توضيحا للأمر كنت أقول لزوجتي أحيانا إذا تريدين الطلاق فكلمي أباك حتى يكلمني خوفا من الوقوع في نفس المشكلة السابقة، وأن أتكلم كلاما يكون فيه تخييرا لها فيقع ما لا أريده، ومرات أخرى كنت أريدها أن تطلب مني هذا الأمر وأُبغِض نفسي إليها حتى تكرهني، وأقول لها: أن فرص الإنجاب عندي قليلة، وهذا حقيقة، وعندما كانت تطلب أحيانا الطلاق كنت لا أرد عيها حتى لا يكون استغلالا لموقف في ساعة ضيق عندها، ولمعرفتي أنها لا تحب الطلاق رغم ما بي من عيوب، وهذا ما يفاقم الأمر لدي ويزيدني شعورا بالذنب.
أرجو إرشادي إلى الوقف الأمثل في هذه الحالة، ولي عندكم رجاء خاص الإسراع بالجواب؛ لأني في كرب طال أمده وممتد منذ تسع سنوات، فأسعفوني بجواب سريع لا أتيه فيه إما... وإما...

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالتخيير والتفويض في الطلاق بمثل الألفاظ المذكورة في السؤال كناية لا يقع بها الطلاق إلا بنية الزوجين الطلاق، وإذا حصل شك في نية الطلاق، لم يلتفت إلى الشك، لأنّ الأصل بقاء النكاح فلا يزول بالشك، قال المجد ابن تيمية (رحمه الله): إذا شك في الطلاق أو في شرطه بني على يقين النكاح . المحرر في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل (2/ 60)
وعليه فلم يقع الطلاق بما ذكرت في سؤالك، وننصحك أن تعرض عن الوساوس، ولا تلتفت إليها، واحذر من كثرة الأسئلة والتفريعات فإنها تزيد الوسوسة، وتشوش فكرك، وتضيع وقتك.
ولمزيد من الفائدة ننصحك بمراجعة قسم الاستشارات النفسية بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني