الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التطهر من النجاسة

السؤال

أنا مصابة بالوسوسة، وأصبحت الوسوسة تضايقني جدا، وأكره حياتي بسببها، وأهلي كثيرا ما يتشاجرون معي بسببها، وأدت بي الوسوسة للجلوس في الحمام للاستنجاء لمدة ساعة تقريبا، وأصرف الكثير من المياه في ذلك حتى أستنجي.
ومشكلتي أيضا: أني كلما أردت التبول يتجاوز البول محله، وغالبا ما يأتي على الأرض التي أضع قدمي عليها، فأضطر إلى غسل الحذاء الذي أرتديه.
وسؤالي: عندما أستنجي أشعر بعد غسل المنطقة المصابة بالبول ثلاث مرات أن النجاسة لم تزل عنها! فماذا أفعل؟ هل أهمل هذا الشعور أم أظل أدلك حتى أشعر بأن النجاسة قد زالت؟
وبالنسبة لحذائي كي أطهره من البول: هل عليّ دلكه أيضا أم يكفي أن أضع ماء على الأرض، وأدلك الحذاء بالأرض، وأقوم بعمل هذا الأمر ثلاث مرات؟
و أريد أن أسأل: هل الشيء النجس -ولكن ليس نجاسة عينية- هل يكفي صب المياه عليه؟ وإذا كان يكفي هل إذا شككت أن على يدي نجاسة عينية، ولكن أنا لا أرى شيئا، فهل أعتبر أن الذي على يدي نجاسة عينية أم حكمية؟
والماء المنفصل عن غسل نجاسة حكمية هل هو نجس أم طاهر؟ وكذلك الأمر بالنسبة للماء المنفصل عن غسل نجاسة عينية هل هو نجس أم طاهر؟ وإذا كان نجسا فهل يكفي أن أصب الماء على المكان المصاب بالماء المنفصل أم عليّ الدلك؟ لأني عندما أستنجي وأصب ماء على البول ينتقل الماء المختلط بالبول على قدمي، فهل علي دلك قدمي لتطهيرهما أم يكفي صب الماء عليهما من غير دلك؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنجيب على هذه الأسئلة من خلال النقاط التالية:

1- الوسوسة داء داء خطير يوقع في حرج عظيم، فعليك الإعراض عنها بشكل تام، وعدم الاسترسال معها بالمطلق، فهذا هو أنجع دواء للموسوس، وراجعي الفتوى رقم: 51601.

2- غسل الحذاء وتطهيره ليس بلازم إلا إذا كنت ستصلين به.

3- تقولين: "عندما أستنجي أشعر بعد غسل المنطقة المصابة بالبول ثلاث مرات أن النجاسة لم تزل عنها! فماذا أفعل؟ .." والجواب: أن هذا الشعور هو الوسواس عينه، فأعرضي عنه وتجاهليه، واعلمي أن اليقين هنا غير مطلوب، بل تكفي غلبة الظن، جاء في دليل الطالب لنيل المطالب: والإنقاء بالماء: عود خشونة المحل كما كان وظنه كاف. اهـ. وانظري الفتوى رقم: 132194.

4- كيفية تطهير الحذاء المتنجس بالبول تكون بإزالة عين النجاسة، بصب الماء على موضعها حتى يغمر محل النجاسة، ويجري على موضعها، بحيث لا يبقى لها لون، ولا طعم، ولا رائحة. وانظري الفتوى رقم: 194197.

5- تطهر النجاسة الحكمية بجريان الماء على المحل المتنجس بها، وانظري الفتوى رقم: 63024.

6- ليس مطروحًا أن يشك الإنسان في النجاسة هل هي عينية أم حكمية! فإذا وجد للنجاسة طعم أو لون أو ريح، وأحرى إذا كانت ملموسة فإنها عينية، وإلا فهي حكمية على خلاف فصلناه في الفتوى رقم: 46694. وعلى السائلة أن تقيس على ما ذكرنا، فإذا كان ما على يدها خاليًا من طعم النجاسة أو لونها أو ريحها فالنجاسة حكمية، يكفي فيها صب الماء. علمًا بأنه حتى لو كان ما على يدها نجاسة عينية، وزالت بصب الماء دون دلك، فإن ذلك كاف في تطهيرها، كما بينا قبل في الفتوى رقم: 270373.

7- تقدم في الفتوى رقم: 170699 الكلام عن حكم الماء المنفصل عن النجاسة سواء كانت حكمية أو عينية، فراجعيها، وقولك: "فهل يكفي أن أصب الماء على المكان المصاب بالماء المنفصل أم عليّ الدلك؟ لأني عندما أستنجي وأصب ماء على البول ينتقل الماء المختلط بالبول على قدمي، فهل علي دلك قدمي لتطهيرهما أم يكفي صب الماء عليهما من غير دلك؟"، جوابه: أنه يكفي صب الماء، فإذا زالت النجاسة بالماء دون دلك فلا حاجة إلى الدلك كما قدمنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني