الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماهية الاستهزاء بالدين

السؤال

حصلت لي بعض المواقف ولا أعرف إذا كان فيها استهزاء بالدين أم وساوس؟ في مرة في المدرسة كان هناك جماعة إسلامية فكان أحد الطلاب يريد الانضمام لهم فقال أحد الطلاب لي: تخيل أنه يروح يجاهد ها ها ها ها ها، فقالها وتصرف بطريقة مضحكة فضحكت.
والموقف الثاني أن مرة أحد أصدقائي قتل عضارا فقلنا له لماذا قتلته ما استفدت؟ فقال لنا إنه يتحرش بالرسول فضحكنا، ومرة كان أحد الأساتذة الشيوخ يحكي قصة، وأثناء تلك القصة اقتبس آية قرآنية فضحك أكثرية الفصل، وأتوقع أنه الفصل كله ضحك، لكن ضحكنا في صوته وإلقائه، وآخر موقف أن أحد أصدقائي كان يحكي لنا يومه فقال أصلي وأصحابي كلهم مطاوعة لكن يدخنون، وأتذكر أنه في كلامه قال المهم ما أطاوع مطوعا فاسدا، طيب الله يجزيكم خيرا هل يجوز قول إن المطاوعة مرعبون أو مخيفون؟.
وفي مرة ذهب أحد أصدقائي للبحر فوجد رجلا وزوجته وفي اليوم الذي خرجت معه حكى لي ما رأى في ذلك اليوم فقال: إذا أتت الهيئة سيمسكونهم ويؤدونهم السجن فضحكنا، فهل في كل ما كتبته استهزاء بالدين أو فيه شيء ناقض للإسلام؟ أم أمور عادية ومزح؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي يظهر لنا أن السائل يعاني من الوسوسة في مسألة الاستهزاء، فإن كان كذلك فعليه أن يطرح هذه الأفكار عن نفسه، فإن الوسوسة مرض شديد، وداء عضال، والاسترسال معها يوقع المرء في الحيرة والشك المرضي، والضيق والحرج الشرعي، فكما يجب على العبد أن يخاف من الوقوع في الكفر وأن يبتعد عنه أشد البعد، فكذلك ينبغي أن لا يكون موسوسا كلما حصل منه شيء اتهم نفسه أو غيره بالكفر، وراجع في ذلك الفتويين التالية أرقامهما: 78602، 126529.

ثم إنه لا يظهر لنا في الحوادث المذكورة في السؤال استهزاء صريح بالدين وأحكامه.

ثم اعلم ـ يرحمك الله ـ أن الاستهزاء بالدين منبعه السخرية والاستخفاف، قال البيضاوي: الاستهزاء: السخرية والاستخفاف، يقال: هزئت واستهزأت بمعنى، كأجبت واستجبت، وأصله الخفة من الهزء وهو القتل السريع. هـ.

ولا يخفى أن خوف السائل ـ الذي وصل إلى حد الوسوسة ـ قاطع بأنه ليس عنده أي استخفاف بالدين وأحكامه، فعليه بعلاج حاله بالإعراض التام عن الوسوسة، وراجع تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 136381.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني