الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في طهارة وصلاة المصاب بسلس البول والمذي

السؤال

أنا رجل لدي تقطير البول لمدة ساعة، وكثرة المذي، وحاولت بشتى الطرق حلها، والله لم يرد إلى الآن، أواجه صعوبات في طريقة الوضوء؛ بحيث أني إذا تبولت أنتظره لما يقف، ثم أتوضأ والمذي يخرج في هذا الوقت، مشكلتي في الوضوء لكل صلاة بحيث يشق علي هذا، مع العلم أني طالب مبتعث ولا يمكنني أن أتوضأ لكل صلاة، هل يوجد أي تسهيلات لحالتي؟ مثل الوضوء الواحد لأكثر من صلاة، أو جمع صلاتين أو أي شيء ممكن أن يسهل علي الصلاة؟
جزاكم الله خير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت مصابا بسلس المذي -كما قد يفهم من سؤالك- بحيث لا يتوقف خروجه زمنا يتسع لفعل الطهارة والصلاة، فالواجب عليك أن تتوضأ بعد دخول وقت الصلاة وتصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت، ويرى بعض العلماء أنه لا يلزمك الوضوء لكل صلاة، وأن وضوءك لا ينتقض بهذا الحدث الدائم، وهذا مذهب المالكية، واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، ولك الأخذ بهذا المذهب عند ضيق الأمر عليك ووقوعك في الحرج، وانظر الفتوى رقم: 141250، ويوجب فقهاء الحنابلة عليك الوضوء لكل صلاة لكنهم يرخصون لك في الجمع بين الصلاتين في وقت إحداهما، والأخذ بشيء من هذه الرخص جائز عند الحاجة؛ كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 134759، وأما تقطير البول فيجب عليك أن تنتظر ريثما ينقطع ثم تتوضأ؛ كما أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 159941، ويجب عليك تطهير ما أصاب بدنك وثيابك من البول عند الجمهور، ويرى فقهاء المالكية أن النجاسة في هذه الحال معفو عنها فلا تجب إزالتها؛ كما أوضحنا مذهبهم في الفتوى رقم: 75637.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني