الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

على طريق التوبة والطاعة والعلم

السؤال

من واقع خبرة فضيلتكم، ما البداية الصحيحة لشاب عاص يحاول أن يتقرب إلى الله؟ هو يحاول فتارة يقاوم الشيطان وبالنهاية يسقط ويقع في الذنب، وتارة يفعله راضيا عالما حرمته، المشكلة كلها في الثبات فهو صعب قليلا عند البداية من جديد أن نبدأ فنعود أنفسنا على الطريق الصحيح ملزمين لها أن تسلك طريق التقوى والالتزام، ما أريد أن أعلمه من فضيلتكم ما الأولى لي أن أبدأ به؟ وأرجو أن ترتبوا لي أو تقولوا لي ما الأفضل والأصلح لأفعله؟ (أبدأ بحفظ القرآن فقط، أم أحفظه مع معرفه تفسير الآيات التي أحفظها، أقرأ من موقعكم الفتاوى كلها من خلال العرض الموضوعي، ما الأفضل؟ وهل تنصحون بكتب pdf مفيدة جدا أحملها من جوجل) أرجو أن تفيدوني بكل ذرة إفادة تعلمونها، كيف بدأت أنت فضيلة المفتي أول التزامك؟ كيف كان خط سيرك في بداية طلب العلم؟ بماذا بدأت؟ وما الترتيب الذي تنصح أخوك بأن يسلكه؟ وهل من نصائح لأغلب مزينات طريق الشيطان لأظل ثابتا على مبتغاي؟ (محاولة الحصول على رضا الله عني بعدما أموت، والتعلم من أجل أن أسمو وأقدم لنفسي ولديني شيئا) عذرا للإطالة.
ولكم جزيل الشكر وخالص الدعاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعلى هذا الشخص العاصي أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا مستجمعة لشروطها من الإقلاع عن الذنوب كلها، والعزم على عدم معاودتها، والندم على فعلها، وليعلم أن توبته إذا استوفت شروطها فهي مقبولة بإذن الله، ثم إذا زل وواقع المعصية مرة أخرى فلا ييأس من رحمة الله، ولا يقنط من روح الله، وليعاود التوبة، فإن الله لا يزال يقبل توبته ما تاب إليه، ومن أعظم وسائل الثبات على طريق الاستقامة فعل الفرائض والإكثار من النوافل ولزوم حلق الذكر ومجالس العلم، وينبغي أن يبحث الشاب عن شيخ ثقة يتعاهده ويعلمه ما يحتاج إليه في أمر دينه، وليبدأ بحفظ القرآن الكريم، ولا تعارض بين حفظه وقراءة شيء مختصر في التفسير أو معاني كلمات القرآن، بل إن هذا مما يعين على الحفظ بإذن الله، وليصحب الصالحين فإن صحبتهم من أعون شيء على الاستقامة والثبات، فإنهم يذكرونه إذا نسي، وينبهونه إذا غفل، ويأخذون بيده وناصيته إلى الخير، وليجتهد في الدعاء واللجأ إلى الله تعالى في أن يقيمه على طريق الطاعة، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، وليجاهد نفسه على التحلي بالفضائل ولزوم الطاعة حتى يألفها وتلتذ بها نفسه وتكون قرة عين له، وليعلم أن الوصول إلى هذه المرتبة لا يكون إلا بالمصابرة والمجاهدة، ولتنظر الفتوى رقم: 139680، وأما ما يبدأ بقراءته فإن عندنا فتاوى كثيرة جدا في هذا الموضوع يمكن الدخول إليها عن طريق العرض الموضوعي، وتنظر على سبيل المثال الفتاوى ذات الأرقام التالية، 244546، 180169، 2410، 170619، وقراءة فتاوانا وفتاوى غيرنا من المواقع الموثوقة وفتاوى العلماء الثقات أمثال الشيخين ابن باز وابن عثيمين فيها نفع وخير كثير إن شاء الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني