الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الزواج المبني على الخطبة على خطبة الغير

السؤال

فضيلة الشيخ طبعا نعرف حكم من يخطب فوق خطبة أخيه المسلم، لكن أريد أن أعرف هل سوف يضر ذلك الشيء زواجهم؟ بأن ربي ممكن يرسل عليهم عقابا بسبب ظلمهم لشخص، وخصوصا وهم يعلمون بأنهم ظلموا شخصا وخطبوا فوق خطبته، وهو قد يكون أحب خطيبته، وعمل الكثير ليكمل زواجه، ثم يكتشف بأنها تزف لغيره فيدعو الله بظلمه، وهو مقهور ويريد أن يأخذ ربي حقه ممن ظلمه، وأريد أن تنصح وتحذر من يتعمد فعل هذا الشيء يا فضيلة الشيخ، وخصوصا أنه كثر بزماننا نرى الفتاة يأتيها خاطب جديد فتفضله هي أو أهلها عن خطيبها الأول وتتزوجه بدون علم خطيبها الأول، ويتفاجأ بهذا الشيء ويؤلمه كثيرا، ويؤثر في نفسيته، وقد يؤثر في حياته، ويزعم أهل العروسة بأن هذا القدر والمكتوب، وأنه النصيب، فماذا تقول سماحتكم؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالخطبة على خطبة المسلم حرام؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ...ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك. (متفق عليه)
وقد ذكر بعض أهل العلم أنّه يحرم على المرأة فسخ الخطبة لأجل خاطب آخر، جاء في حاشية الدسوقي المالكي ـ رحمه الله ـ: وَاعْلَمْ أَنَّ رَدَّ الْمَرْأَةِ أو وَلِيِّهَا بَعْدَ الرُّكُونِ لِلْخَاطِبِ لَا يَحْرُمُ ما لم يَكُنْ الرَّدُّ لِأَجْلِ خِطْبَةِ الثَّانِي. اهـ
أما عن أثر هذه المعصية ونزول العقوبة من الله على فاعلها في الدنيا، فهذا ليس بلازم مع أن الاعتداء على الخاطب بالخطبة على خطبته ظلم له، واستهانة به، ودعوة المظلوم مستجابة، فليحذر المسلم من ظلم غيره، ولينتبه لخطورة دعوة المظلوم، وليتذكر أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
ولا ريب أنّ كل ما يجري للعبد مقدور ومكتوب قبل خلقه، لكنّ القدر لا يحتج به على فعل المعاصي، وانظر الفتوى رقم : 107019، وإنما يحتج بالقدر على ترك الأسى على ما فات، وأن يوقن العبد أنّ ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأنّ ما فيه الخير يعلمه الله، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني