الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التائب من الذنب كمن لا ذنب له

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر الآن عشرين عاما وغير متعلمة، ولكن الحمد لله بفضل الله سبحانه أستطيع القراءة والكتابة، وبينما كنت أتصفح قوقل دخلت أحد المنتديات، فقرأت موضوعا عن الزنا، وأن الزانية ليس لها أي توبة، فتذكرت أنني عندما كنت صغيرة حصل معي الزنا أنا وأخي، مع العلم أنني كنت صغيرة جدا أنا في 8 ما أدري أو 9 لا أذكر هذا جيدا، وأخي في 6 أو 7 فهل الذي حدث يعتبر زنا؟ وهل لنا توبة لقد تبنا عن ذلك عندما فعلنا ذلك أكثر من مرة، كان مفهومنا أنه عيب وحسب، ولم نكن نعلم أنه حرام، وعندما كبرت وأصبحت في سن 13 تقريبا أصبحت أفعل العادة السرية، لكن تبت عن ذلك في سن الـ17، كنت أفعل ذلك ولا أعلم أنه حرام، فقط كنت أظن أني أفعل شيئا عاديا، فهل لي توبة تقبل عند الله، يا شيخ طمئن قلبي فأنا كثيرة التفكير في الماضي، وكذلك أفكر في الآخرة، وأتضايق وأبكي، وما أدري ماذا أفعل؟ الشيطان يقول لي: أنت في النار و و و إلخ، أصبحت أخاف كثيرا، وأشعر بالندم والذنب.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي ـ أولا ـ أن الله يقبل التوبة من كل ذنب تاب منه العبد توبة نصوحا مهما كان هذا الذنب عظيما، ولا يوجد ذنب لا يقبل الله التوبة منه، لا الزنى ولا غيره، كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، فكل الذنوب التي ارتكبتِها وتبتِ إلى الله منها، فإن الله تعالى سيقبل توبتك منها، وترجعين كمن لم يذنب، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

ثم إن ما ارتكبتِه من الذنوب قبل البلوغ مما لا تأثمين به؛ لأن قلم التكليف لا يجري على العبد إلا بعد بلوغه؛ لحديث: رفع القلم عن ثلاثة، وذكر منهم: الصبي حتى يحتلم. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني