الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تصوير مقاطع لشخص دون إذنه ونشرها ومشاهدة تلك المقاطع

السؤال

ما حكم مشاهدة وتصوير مقاطع فيديو لمسلم يضرب أو يصرخ في مصيبة أو يبكي أو يتألم من مرض أو متوفى في حادث أو يقوم أحدهم بترويعه بدعوى المزاح وغيرها؟ هل هناك ضوابط في الشرع لمثل هذا؟ و هل تنشر في مواقع التواصل الاجتماعي وينظر إليه الملايين؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا في الفتوى رقم: 217033، أنه لا يجوز تصوير شخص دون إذنه، ويزداد المنع تأكيدا إذا اشتمل التصوير على الاستهزاء به والضحك عليه، أو فضحه بمعصية، فإن في ذلك أذية للمسلم، وقد نهينا عن ذلك. قال الله عز وجل: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب:58}،
وكذلك قد أمرنا بالستر على المسلم، ولا شك أن في نشر فيديو يعيبه فضحاً له، وذلك لا يجوز، وقد ثبت في جامع الترمذي وغيره عن نافع عن ابن عمر ـ رضي الله عنه قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، فنادى بصوت رفيع، فقال: يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيِّروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله.
فتلخص من ذلك أنه يجوز تصوير الشخص إذا أذن في تصويره ولم يكن في الصورة شيء منكر، وكذلك يقال في حكم نشره.
وأما مشاهدة مثل هذه المقاطع فلا تجوز إذا علم أن صاحبها يكره ذلك أو كانت هناك قرينة على الكراهة، أو احتوت على ما لا يجوز مشاهدته أو سماعه، وإلا فإن الأصل في الفيديوهات المنشورة نشرا عاما جواز مشاهدتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني