الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قرة عين الشيطان في التفريق بين الزوجين والأحبة

السؤال

أبي لا ينفك عن تخيل أن أمي تخونه، وليس لديه أدنى دليل، وقد جعلتْ شكوكه من حياتنا جحيما طوال الأشهر الثلاثة السابقة، وبدأتْ شكوكه تتعب أبناءه جسديا ونفسيا، وقد طلب منها الخروج من المنزل، وعندما رفضنا ذلك محتجين أن من حقها شرعا الجلوس بالمنزل، وهو الذي يتوجب عليه الخروج، فاض غيظا، وقال: "سوف أجمعكم جميعا وأقتلكم بالرشاش" فقررنا أن نخرج جميعا مع أمي، ونستأجر شقة لنريح رأسنا؛ لأن الحياة معه لا تطاق، فقد حاولنا النسيان والتغاضي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم يتضمن ما أوردت سؤالًا معينًا. ونسأل الله تعالى أن يرزق أباكم رشده وصوابه، وأن يصلح حالكم، ويدفع عنكم الشيطان ومكائده، فهو عدو الإنسان، قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا {فاطر:6}، وبينت السنة الصحيحة حرصه على التفريق بين الأحبة، ولا سيما الزوجان، فعن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:« إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة. يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا. فيقول: ما صنعت شيئا. قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته. - قال: - فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت » رواه مسلم.
وتخوين الزوج زوجته، واتهامه إياها في عرضها، لا شك في أنه من تسويل الشيطان، وهو من السوء والبلاء، كما سبق بيانه بالفتوى رقم: 31446. فالأصل سلامة أمكم مما يتهمها به أبوكم حتى يأتي ببينة على ما يقول.

ونوصي بكثرة الدعاء والتوجه إلى الله ليصلح ما بينكم، واستعينوا ببعض الأدعية التي تناسب المقام الذي أنتم فيه، وقد أوردنا بعضها في الفتوى رقم: 70670. وينبغي أن يسلط عليه من هو مقبول عنده يمكنه أن يرده إلى صوابه.

وننصح أمكم خاصة بالحرص على اجتناب مواطن الشبهات، وهذا شأن المؤمن والمؤمنة أصلًا، ولكن يتأكد ذلك فيمن كان في مثل حالها مع زوجها، حتى لا يظن بها سوء. وتراجع الفتوى رقم: 55903.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني