الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يستجاب دعاء الأم - الذي فيه اعتداء- على ابنتها

السؤال

تقريبا قبل عشر سنوات كان عمري 15 سنة، تشاجرت مع أختي، وكانت هي المخطئة علي، وجاءت أمي واعتقدت أني أنا المخطئة، فقالت لي: (الله يجعلك تموتين ميتة كفرة فجرة) مع العلم أني لم أخطئ، فقلت في نفسي: يا رب لا تستجب دعاءها فأنت تعلم بأني مظلومة، وإن كنت استجبت دعاءها فلا تجعلني أنساه حتى أذهب إليها بعد أن ترضى وأطلب منها أن تستغفر لي، ولم أنس هذه الدعوة، وذهبت إلي أمي واستغفرت لي عن هذه الدعوة، وبعد عدة سنوات لم أنس هذه الدعوة، وذهبت إليها مرة ثانية واستغفرت لي، مع العلم أنها نسيت هذه الدعوة ورجعت لها أكثر من مرة، المهم أن والدتي توفيت ـ رحمها الله وأسكنها فسيح جناته ـ السنة الماضية في حادث سيارة، وأنا إلي الآن لم أنس هذه الدعوة، فماذا أفعل؟ مع العلم أنها توفيت وهي راضية عني بإذن الله، وأني كل يوم أدعو لها، وبعض الأحيان أتصدق عنها، ليس لأجل الدعوة، ولكن لأنها امي، بماذا تنصحونني؟
شاكرة لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسال الله أن يرحم أمك، وأن يغفر لها.

وما أقدمت عليه الأم من الدعاء عليك بالموت على الكفر محرم، ـ لا سيما إذا كنت مظلومة ـ، وانظري الفتوى رقم: 202102.

ثم إنه لا تاثير لهذا الدعاء ـ إن شاء الله ـ لأنه اعتداء منها في الدعاء وهو غير مقبول، كما هو مبين في الفتوى رقم: 21067.

وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 125123.

وقد أحسنت حين ذكرتِ أمك بالتوبة، ومنّ الله عليها فاستغفرت، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له؛ فنرجو الله أن يقبل توبتها.

وننصحك بدوام الإحسان لها بعد موتها بالدعاء، والصدقة، وصلة قرابتها، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 106283.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني