الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تجنب الألفاظ الموهمة والمحتملة.. أدب وسلامة من الحرج الشرعي

السؤال

هناك بعض الألفاظ التي نريد أن نستفتيكم فيها هل هي من الألفاظ الكفرية الصريحة أم غير الصريحة، وهي -مثلا-: بعض الناس في مزحه يقول: "بلكي الله يورطك إن تفعل كذا" بمعنى: أتمنى، وهناك أيضا لفظ آخر وهو: "بووا" أو: "يبوه على الله"، وهناك أيضا لفظ آخر وهو: "ندخل على الله"، وهناك لفظ آخر وهو: "يا زينك يا الله" أو: "أبوس الله". والبعض في حال غضبه وانزعاجه على شخص يقول: "يا الله" بتشديد اللامين لا يريد الاستغاثة، وإنما تسمعه يلفظها لفظ غضبان.
فهل هذه ألفاظ كفرية صريحة أم غير صريحة؟ وهل الذي يلفظها وهو لا يشعر بذلك يقع عليه الكفر -والعياذ بالله-؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبعض الألفاظ المفردة المذكورة في السؤال لم تتبين لنا، وإن كان معنى العبارة إجمالا يمكن فهمه، وعلى أية حال؛ فيمكن أن نفيد السائل بمسألتين:

ـ الأولى: أن الحكم بالكفر الصريح أو غير الصريح على هذه الألفاظ لا يظهر لنا؛ لخلوها من موجبات الكفر وأسباب الردة، كالاستهزاء والسب. ويتأكد هذا إذا جرى العرف باستعمالها، وكان لها محمل صحيح المعنى. وراجع للفائدة الفتويين: 152091، 183563. فإن كان السائل يفهم من هذه العبارات معاني كفرية لم نفهمها فليوضحها لنا، ويذكر إن كان هذا المعنى هو المراد عرفًا عند استخدامها في بلدهم أم لا.

ـ والثانية: أنه يجب التأدب في الخطاب عندما يجري ذكر الله تعالى أو الحديث عنه، وهذا يقتضي تجنب الألفاظ الموهمة والمحتملة، التي قد توقع قائلها أو مستمعها في حرج شرعي، ومن ذلك: عبارة: (أبوس الله) فإن لفظ التقبيل مما لا يليق بعظمة الله تعالى وجلاله وعلو مكانه. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 137191. ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتويين: 103592، 77985.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني