الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يقبل إخبار البوذي في حل اللحوم

السؤال

ركبت خطوط سيرلنكا الجوية و قدمت إحدى المضيفات طعاما فيه لحم الدجاج، فقد سألتها فأخبرتني أن اللحم حلال، وبناء على ذلك أكلته، لكن بعد ذلك ترددت في ذلك الأمر، علما أن سيرلنكا أهلها على ديانة البوذية، سؤالي: هل يجوز لي أن آكل الدجاج الذي يقدم هؤلاء القوم بناء علي شهادتهم؟ علما أنه ليس هناك سمك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل في الذبائح هو الحرمة، فلا يجوز للمسلم أن يأكل إلا ما علم أنه ذكي ذكاة شرعية، وانظر الفتوى رقم: 135432.

ولا يقبل قول البوذي في كون ذبيحته مذكاة؛ لأنه ليس من أهل الذكاة؛ قال النووي في المجموع: (فَرْعٌ) قَالَ الْمُتَوَلِّي وَغَيْرُهُ: لَوْ أَخْبَرَ فَاسِقٌ، أَوْ كِتَابِيٌّ أَنَّهُ ذَكَّى هَذِهِ الشَّاةَ قبلناه، وحل أكلها؛ لأنه من أهل الذكاة. انتهى.

وإذا كان الغالب على البلد الديانة البوذية، لم يشرع الأكل، إلا إذا سألت من يغلب على الظن صدقه؛ فإن تبينت حله حل أكله؛ قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم: وروى عبد الرازق بإسناده عن ابن مسعود أنه قال لمن نزل من المسلمين بفارس: إذا اشتريتم لحمًا فسلوا، إن كان ذبيحة يهودي أو نصراني، فكلوا، وهذا لأن الغالب على أهل فارس المجوس وذبائحهم محرمة. انتهى.

فكان الواجب أن تسألها عن الذابح، فقد لا تعرف الفرق بين الذبائح الحلال والحرام، وفي حال غلبة الظن بالصدق يجوز الأكل، وإلا فلا.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 243790.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني