الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأثم الابن لكونه يكره العيش مع والديه

السؤال

أنا شاب في الثامنة عشر من عمري أدرس في المرحلة الثانوية، ولي والدان أصبحت لا أحب أن أعيش معهما لأسباب دينية ودنيوية، وأصبحت أكره الدراسة كرها شديدا؛ لما فيها من بعد عن الله عز وجل، فلا تكاد ترى في الصف كله شابا واحدا يعينك علي طاعة الله عز وجل، الجميع يحاربك ويجرك إلي المعاصي ناهيك عن ما نسمعه يوميا من سب للدين ومن السب والشتم بين هذا جانب والجانب الآخر، وهذه حقيقة هي المصيبة أن بعض المدرسين يدخل الحصة وقد تجده يمزح مع الشباب بعبارات فيها تلميحات جنسية وما إلي ذلك، هذا كله يعوق الإنسان في السير إلي الله عز وجل، وأنا مستاء جدا من عدم بري بأبي وأمي ولكن هما يضغطان علي جدا في أمر الدراسة ويريدان أن أحصل مجموعا أدخل به كلية هندسة، علما بان هذه الكليات مختلطة، وأيضا عندما أكون بعيدا عن والدي أكون أكثر برا بهما، السنة الماضية كانت أمي في بلد غير المكان الذي أقيم فيه فكانت ترضى عني ولا يوجد بيننا مشاكل، أما هذا العام أتت إلينا فأصبح هناك مشاكل.
السؤال:
1- هل علي إثم لكوني لا أحب العيش مع والدي؟
2- هل يجب علي أن أتم الدراسة؟ علما أني أريد أن أتفرغ لطلب العلم الشرعي، ولكن وجدت أمي غير موافقة.
3- هل إذا أردت أن أعمل يجب أن أستأذن والدي؟
4- هل آثم بعدم طاعة أبي وأمي في دخول جامعة مختلطة؟
أعتذر عن الإطالة وعدم صياغة السؤال بشكل جيد.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أيها الأخ أن أرسلت جزئيات من سؤالك وأجبناك عنها، فقد سبق أن أجبناك عن السؤال الثاني في الفتوى رقم: 277000، وأجبناك عن سؤالك الثالث في الفتوى رقم: 276298.

وأما عن طاعة الوالدين في الدراسة بالجامعات المختلطة، فقد تقدم الكلام عليه في الفتوى رقم: 31277.

ولا إثم على الابن في مجرد كراهته العيش مع والديه، مادام لا يؤذيهما بإظهاره ذلك، وكان يؤدي الواجب عليه من برهما، ولا يقع في عقوقهما، وانظر الفتوى رقم: 20332.

وبعد هذا كله ، نكرر لك النصح بإعادة النظر في تعاملك مع والديك، وقبل أن تفكر في طلب العلم الشرعي عليك أن تحسن علاقتك مع والديك، ولا يعزب عن بالك أن بر الوالدين فريضة عظيمة لا يمكن التحايل عليها وإسقاطها بتلمس فتوى من هنا وهناك .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني