الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزنا والاستمناء هل يستويان

السؤال

استدل الفقهاء بقوله تعالى: (فأولئك هم العادون) على حرمة الاستمناء، وقالوا إذا خاف الزنا ففعله فهو أخف الضررين، فهل معنى هذا أن الفارق في الإثم بينهما غير كبير؛ لأن الآية جمعت كل من لم يحفظ فرجه؛ لأنه للأسف الشديد كان لي قريب يكبرني مات وهو في السابعة والثلاثين ولم يتزوج لظروف البطالة، وكان حافظا للقرآن حفظا ممتازا، ومحافظا على الصلوات في المسجد ويقوم الليل، وكان حينما نشكو لبعضنا البعض همومنا يعترف بأنه لم يستطع أن يقلع عن هذه العادة السيئة، وكان يستغفر في كل مرة ويتبعها بالحسنات، خاصة الذكر والاستغفار ويسأل الله أن يتوب عليه منها، ولكنه يضعف ويعود، وكان هذا قبل موته بفترة بسيطة، وأظنه لم يمهل حتى يقلع عنها نهائيا، وأنا حزين عليه خاصة أنه كان متدينا، وأخشى عليه بسبب هذا الذنب، فهل يشفع له عدم إصراره واستغفاره في كل مرة، و إتباع السيئة بالحسنة.
أجيبوني سريعا جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهناك فرق كبير بين الزنا والاستمناء، ولا يلزم من كونهما داخلين في الاعتداء المذكور في الآية الكريمة أن يكونا متقاربين في الإثم، فلم نر أحدا من أهل العلم عدّ الاستمناء من الكبائر، بخلاف الزنا فإنه من الكبائر المعروفة المشهورة، وكذلك هناك فرق كبير بين المفاسد التي تترتب على الزنا والتي تترتب على الاستمناء.
لكن ينبغي أن يعلم أن الإصرار على الذنب ولو كان صغيراً يرفعه إلى درجة الكبيرة كما قيل: لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار، وفي الحديث: إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه. رواه الطبراني، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
وأما ما يخص قريبك فإن عدم إصراره على المعصية واستغفاره ينفعه إن شاء الله، فقد قال تعالى في وصف عباده المتقين: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ {آل عمران:135}، وكذلك ما كان يتبعه من الحسنات بعد فعل المعصية تنفعه، ونرجو أن يكون ذلك مكفرا عن سيئاته. وراجع الفتوى رقم: 102033.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني