الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس العقيدة لا تؤثر في إيمان صاحبها ما دام كارها لها

السؤال

أنا الآن أعالج أمر وسواس النية في الصلاة، وبفضل الله في تحسن، ولكن بدأ يشتد معي جدا وسواس العقيدة، وأحاول تجاهله، ولكن لا أستطيع؛ فأنا أحيانا أقول في نفسي: إني ولدت مسلمة، والمفروض أن أبحث بنفسي عن الدين الحق، فالنصارى يعتقدون أنهم على حق، وكل الناس يعتقدون أنهم على حق، ومقتنعون بفكرهم! فكيف أعرف أني على الحق؟
أرفض هذه الأفكار جدا، وأخشى أن أكون خرجت من الدين بسببها، وأيضا أحيانا من اشتداد وسواس النية أحس بهاجس في داخلي يكرهني في الدين. وأحاول تدبر كلام الله، ولكن الوساوس تزيد فلم أعد أنتفع بأي شيء، ولم أعد أستطيع أن أطلب العلم الشرعي، فلا أدري كيف أتخلص مما أجد؟ فأنا أحاول إشغال نفسي، ولكن أقول: كيف لو مت وأنا شاكة في ديني؟!

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن فضل الله عليك ورحمته بك أن ولدت مسلمة وهديت لدين الفطرة، فاحمدي الله على نعمته، وسليه التثبيت والإعانة، وأنت على الحق -بحمد الله-، ودلائل صحة دين الإسلام وصدق نبينا -صلى الله عليه وسلم- مبثوثة في تضاعيف الكون كالماء والهواء، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 173259 في أدلة صدق نبينا -صلى الله عليه وسلم-.

ثم اعلمي أن علاج الوساوس هو: الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وما دمت كارهة لهذه الوساوس في باب العقيدة، فإنها لا تضرك، ولا تؤثر في صحة إيمانك، ولا يضرك إن أدركك الموت -والحال هذه- لأنها ليست شكًّا يؤثر في صحة الإيمان، بل كراهتك لها ونفورك منها دليل على صحة إيمانك -والحمد لله-، وانظري الفتوى رقم: 147101. فاستمري في الإعراض عن هذه الوساوس، وتجاهليها حتى يعافيك الله تعالى منها بفضله، وكذا فافعلي في وسواس النية وفي غيره من الوساوس، فلا تبالي بها ولا تعيريها اهتماما؛ فإن الاسترسال مع هذه الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وانظري الفتوى رقم: 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني