الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تأثم الحائض إن مست المصحف جاهلة بالحكم الشرعي

السؤال

كنت أنظف المنزل ذات يوم وكان لدي الحيض، وكان عمري لا يتجاوز 17 سنة، وأنا جاهلة ولست متعلمة، ولكن -بفضل الله سبحانه- أستطيع القراءة والكتابة، وبينما كنت أنظف وجدت القرآن الكريم ملقى على الكنبة، فأخذته وقبلته -كالعادة- ووضعته على رأسي، ثم وضعته على المكتب، ولم أكن أعلم أن ذلك محرم، فأنا فعلت ذلك بحسن نية، والله يعلم ذلك.
سؤالي: هل عليّ ذنب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز للحائض مس المصحف، لقول الله تعالى: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ [الواقعة: 77-79]. ولما صح في السنة من قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمرو بن حزم: «أن لا يمس القرآن إلا طاهر». رواه مالك، والدارقطني، وغيرهما.

ولكنك ما دمتِ جاهلة بالحكم الشرعي في منع الحائض من مس المصحف، فإنه لا ذنب عليكِ؛ فقد قال العلماء: الجهل والنسيان يعذر بهما في حق الله تعالى في المنهيات دون المأمورات، وقال ابن عثيمين في مجموع فتاواه: "للتكليف موانع منها: الجهل، والنسيان، والإكراه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه".
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني