الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حصول الشهوة دليل على العشق

السؤال

فجزاكم الله خيرا على سعة صدوركم لكل الاسئلة التي تأتي إليكم، وعندي سؤال يؤرقني كثيرا، من فترة ليست بالبعيدة جاء إلى مسجد الحي فتى حدث السن لا يتجاوز 16 سنة، ولكن لله دره ليس كغيره من الفتيان، لا تكاد تخطئه صلاة جماعة، وشديد الحرص على الصف حريص على دروس العلم، فحرصت جدا على التعرف عليه، وأنا أكبره بعشر سنوات، و قلت لو أنني استغللت ما أعرفه من علم في الفتى وأعلمه كتاب الله وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، وبالفعل بدأت معه فوجدت منه همة ـ تبارك الله ـ وأدبا جما، وحرصا على حفظ كتاب الله، بل حرصا على تدبر الكلمات فازداد حبي له جدا لا لشيء إلا بسبب قربه من الله في السن المبكر، وفعلا هو عندي كأخي الصغير، وفجأة ازداد الحب جدا فخرج عن الحب المعتدل دون تدخل مني، وصرت أريد أن أجلس معه طول الوقت، وبدأ الأمر يزعجني جدا لشعوري بتعلق شديد به؛ لدرجة بعدما أنهي التسميع له أجد أن هناك مذيا ينزل مني، فقلت في نفسي إن الحب في الله يجب أن يكون له حدود، سؤالي هو: هل هذا الأمر له تفسير شرعي؟ أم هي حاله نفسية؟ وماذا علي أن أفعل؟ علما أن هذا الحب الزائد خارج عن إرادتي.
أعتذر بشدة عن الإطالة، ولكن الأمر صعب علي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق لنا بيان حقيقة الحب في الله؛ كما في الفتوى رقم: 66090، ونحسب من حالك أن أمرك مع هذا الشاب قد بدأ كذلك، إلا أن الشيطان يريد أن يستدرجك إلى أمر خطير وهو ما يسمى بالعشق، وظهور المذي دليل على وجود الشهوة، ووجود الشهوة مؤشر لما ذكرنا، فالواجب عليك الحذر، وقطع الطريق على الشيطان بمدافعة هذا الشعور، أو اجتناب مخاطلة هذا الشاب لئلا يتطور الأمر إلى ما لا تحمد عقباه، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 248425.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني