الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إصلاح الزوجة أولى من طلاقها إلا إن تعذر

السؤال

أنا متزوج ولدي بنت وولد، اكتشفت في بداية زواجي أن زوجتي مع أخواتها لهن علاقة مع الشباب في الماسنجر، وواجهتها بالإثبات وأنكرت، وأن الكلام الذي كُتب من بنات عمها، وأنها مظلومة، وقلت لها: لو أنت التي كتبت هذا الكلام فأنت طالق، وحلفتْ أنها ما كتبته، ولا تدري عنه شيئا، وفي اليوم الثاني وجدت كل المحادثات ممسوحة، فقلت: لماذا مسحتها؟ فحلفت أنها ما مسحتها ولا تدري عنها شيئا! وكنت سأطلقها وكان عمر بنتي شهرين، وهذا الذي كسر ظهري، وقلت في نفسي: إذا هي كذابة ما راح ترضى تكون على ذمتي، وأنا مطلقها، وهجرتها، ومنعتها تكلم بنات عمها وزيارتهن، واكتشفت أنها ما قطعت العلاقة معهن، وحاولت كثيرا ونصحتها، ووجدت مرة رقما سجلته على أنه رقم أختها المتزوجة، وواجهتها فقالت: ما أدري كيف تسجل عندي؟! وتحلف أنها ما تدري عنه، ووجدت مرة ثانية رسالة لأختها تقول لها: إن لها علاقة مع شاب، وسكت عن الموضوع؛ لأن ما يهمني إلا زوجتي مالي شغل في أخواتها ..سمحت لها ما تذهب إلا مع أخيها إذا ذهبت عند أهلها، ومنعتها أكثر من مرة أن تركب مع أزواج أخواتها حتى مع وجود أمها وأختها، ولكنها تركب معهم وتكذب وتقول: نذهب مع أخي. حاولت كثيرا أصلح الحال حتى لا يهدم البيت، والآن هاجرها منذ شهرين، وهي عند أهلها، ولا تزال تعصي كلامي، هذا الكلام كله يصير إذا كانت عند أهلها لأنها تفعل كل شيء بدون علمي. حاولت إبعادها عن أهلها ما قدرت، فهي متعلقة بهم.
أرجو النصيحة، وهل عليّ ذنب؟
وأتمنى الدعاء لي، وجزاكم الله كل خير على ما تقدمونه.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم يكن لك تحويل زوجتك إلى بيت أهلها؛ فليس هذا من الهجر المشروع، وانظر الفتوى رقم: 103280.
وبخصوص الطلاق المعلق: فإنّه لم يقع ما دامت زوجتك أنكرت الكتابة، إلا إذا تبين لك كذبها في هذا الأمر، وانظر الفتوى رقم: 133346.
والذي ننصحك به: أن تُرجع زوجتك إلى بيتك، وتعاشرها بالمعروف، وتتعاون معها على طاعة الله، وتسد عليها أبواب الفتن، وتقطع عليها سبل الشيطان، وإذا خشيت من إفساد أهلها لها، فمن حقّك منعها من زيارتهم، بل ومنعهم من زيارتها، وانظر الفتوى رقم: 70592.
فإن أخذت بأسباب الإصلاح ولم تفد، فالطلاق آخر العلاج.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني