الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم دعاء اللهم عاملنا برحمتك ولا تعاملنا بعدلك

السؤال

هل يجوز هذا الدعاء: "اللهم عاملنا برحمتك ولا تعاملنا بعدلك"؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأَولى للداعي أن يقتصر على الشطر الأول من الدعاء؛ قال الشيخ/ العثيمين -رحمه الله-: الأولى أن يقول: اللهم عاملنا بعفوك وفضلك، وأن يدع قوله: اللهم لا تعاملنا بعدلك؛ لأنه لا داعي لها، وإلا فمن المعلوم: لو أن الله عامل الناس بعدله لأهلكهم جميعًا، قال الله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بما كسبوا مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ}، ثم إن الله تعالى لو عامل الإنسان بعدله لكانت نعمة واحدة تستوعب جميع أعماله التي عملها، بل لكانت أعماله الصالحة التي عملها نعمة من الله تستحق المكافأة والشكر، كما قيل: إذا كان شكري نعمة الله نعمة عليّ له في مثلها يجب الشكر، فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واختصر العمر؟! فلا داعي أن يقول الداعي: اللهم لا تعاملنا بعدلك ولكن عاملنا بفضلك، بل نقول: قل: اللهم عاملنا بفضلك ولا تعاملنا بسوء أفعالنا؛ فإنك ذو الفضل العظيم، ونحن ذو الإساءة، ونستغفرك اللهم ونتوب إليك. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني