الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأصل وجوب طاعة الوالدين في الزواج

السؤال

أنا فتاه تقدم لطلب يدي شاب على خلق ودين، وقد وافق أهلي وأهله على إتمام ذلك الزواج، وصليت استخارة مرارا وشعرت بارتياح شديد، ومنذ شهر طلب أبوه أن يقابل أبي فجأ’ وتمت المقابلة، وقال بعد المقابلة لخطيبي إنه لا يريد إتمام الزواج بحجج واهية، وقال بهتانا على أبي كلاما لم يقله، وقال عن جدي إنه رجل فاسق، مع العلم أنه أستاذ دكتور شريعة إسلامية مشهور، وله كتب تملأ المكتبات، ومتوفى منذ أكثر من عشرين عاما، وذلك ليصرف ابنه عن الزواج، و عندما علم وتحقق ابنه من كذب أبيه أصر على إتمام الزواج، وقال إنه سيتزوج امرأة على خلق ودين، وأنه سيعلم أبويه بذلك، ويتم الزواج بعلمهم، وإن كان دون رغبتهم، فهل هو آثم بذلك، وما جزاء أبيه على البهتان والظلم والافتراء الذي ألقاه علينا، فقد ظل أبي وأمي أياما لا يقولان سوى حسبي الله ونعم الوكيل على ذلك الظلم، وقد صليت صلاة استخارة مرارا بعدها ولم أشعر برغبة في إنهاء الموضوع، ولا أعلم نتيجة الاستخارة، مع العلم أنني صليتها سبع مرات متتالية مرة، ومتفرقه مرات ومرات.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن صح ما ذكرت من أن والد هذا الشاب قد افترى عليكم أمورا، فقد أتى بعض الموبقات، ولا سيما فيما يتعلق بجدك الذي ذكرت أنه قد مات، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا. رواه البخاري عن عائشة ـ رضي الله عنها. وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 14787، والفتوى رقم: 102033، فالواجب عليه أن يتوب إلى الله توبة نصوحا، ويستسمح من ظلم، ويكثر من الدعاء للميت عسى الله أن يرضيه عنه يوم القيامة. وانظري الفتوى رقم: 64519.

ولا ينبغي للوالدين رفض زواج الرجل من امرأة ذات دين وخلق لغير مسوغ شرعي، والأولى به السعي في إقناعهما، والشفاعة إليهما بمن له جاه عندهما، فإن أصرا على الرفض فالأصل أنه يجب عليه طاعتهما، وأما بالنسبة لزواجه منك فالأصل أن يطيع والديه، ما لم يخش بترك الزواج منك ضررا، كما بينا بالفتوى رقم: 93194، فإن تيسر زواجه منك فذاك، وإلا فلا تأسفي عليه، فالخير في عدم زواجك منه؛ لأن من أعظم ما يعتبر في نتيجة الاستخارة تيسير الأمر من عدمه، والارتياح النفسي أو رؤية رؤيا في المنام ونحوهما لا يعول عليها في الاستخارة، ويمكن أن يستأنس بها. كما أوضحنا بالفتوى رقم: 26834.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني