الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زواج الفقير من غنية.. رؤية عصرية

السؤال

أريد أن أعرف رأي الدين في زواج شاب فقير، وأبوه ميسور، وعنده أملاك، من بنت أبوها غني؟ وهل يبادر في الوقت الحالي أم يُكوِّن نفسه ويجمع مال؟ وهل يحق له أن يقول لأبيه أن يزوجه؟
شكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا مانع من أن يتزوج الفقير من غنية؛ كما بينا بالفتوى رقم: 44758، وتوابعها. ومع أن كثيراً من أهل الرأي والحكمة ينصحون -نظرا لضعف الدين في هذه الأزمان- ألا يتزوج بمن هي أعلى منه في أمور الدنيا سواء في الأمور المالية، أو الاجتماعية؛ لأن ذلك ربما أدى في المستقبل إلى تعاليها، أو تعالي أهلها عليه، وانتقاصهم له، فلا تستقيم الحياة الزوجية حينئذ، لكن هذا ليس بلازم في كل حالة، لا سيما أن حالة المسؤول عنهما هنا متقاربة، حيث إن والديهما ميسورا الحال -كما يقول السائل-.

ولا حرج على الشاب أن يزوجه أبوه، ويساعده في النفقة ما دام فقيرا، حتى يتمكن من العمل والتكسب، بل ذهب بعض العلماء إلى أنّ الأب الموسر، يجب عليه تزويج ابنه الفقير، المحتاج للزواج، وتلزمه نفقة زوجته. قال ابن قدامة في المغني: قال أصحابنا: وعلى الأب إعفاف ابنه إذا كانت عليه نفقته، وكان محتاجا إلى إعفافه، وهو قول بعض أصحاب الشافعي. وقال بعضهم: لا يجب ذلك عليه، ولنا أنه من عمودي نسبه، وتلزمه نفقته، فيلزمه إعفافه عند حاجته إليه كأبيه... وكل من لزمه إعفافه، لزمته نفقة زوجته؛ لأنه لا يتمكن من الإعفاف إلا بذلك. انتهى.

وعليه؛ فلا بأس أن يطلب من أبيه أن يزوجه، وينبغي أن يسارع إلى الزواج ما دامت نفسه تتوق إليه، ويجد من يساعده على تكاليفه؛ لما في تأخيره من مظنة الفساد على الشباب، وراجع في ذلك قسم الاستشارات من موقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني