الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجمع قبل السفر بين المنع والجواز

السؤال

في بعض الأحيان يكون لدي سفر بعيد، فأقوم بصلاة الظهر والعصر جمع تقديم ببلدتي قبل السفر خوفاً من ضياع العصر، ولكن أحياناً ما يحدث أمر طارئ يعطل السفر إلى ما بعد أذان العصر فهل أصلي العصر مرة أخرى أم أن صلاة الجمع تجزئ؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن السائل لم يبين كيف جمع بين الصلاتين.
وعليه، فإما أن يكون جمع بينهما قصراً، وإما أن يكون جمع بينهما إتماماً، وفي الحالة الأولى لا تصح واحدة من الصلاتين، وتجب إعادتهما، وذلك لما قرره أهل العلم من أن من شروط جواز قصر الصلاة الشروع في السفر، ومجاوزة القرية أو الخيام لمن كان يسكنها، وذلك لحديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج ثلاثة أميال أو فراسخ صلى ركعتين. رواه مسلم.
والشك من شعبة أحد الرواة.
أما إذا كنت جمعت بينهما تماماً من غير قصر، ولم يكن عادتك ذلك، فهذا فيه اختلاف بين أهل العلم، حيث ذهب الجمهور إلى المنع، وذهب آخرون إلى الجواز مستدلين بما رواه مسلم عن ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جمع في المدينة بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر. وفي رواية: ولا مطر.
ولعل الأحوط هو إعادة الصلاة الثانية نظراً لقول الجمهور.
ويجب الانتباه فيما بعد إلى أن رخص السفر من القصر والجمع والفطر لا تستباح إلا بالشروع في السفر ومجاوزة العمران، وفي مثل الحالة التي ذكرتها في السؤال عليك أن تصلي الظهر ثم تأخر العصر حتى يدخل وقتها فإن دخل فصلها على الحالة التي أنت عليها من حضر أو سفر في جو أو بر فالله سبحانه وتعالى يسر الأمر وسهله.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني