الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من فتاوى ابن عثيمين في سجود السهو

السؤال

سجود السهو سببه واحد من أمور ثلاثة: زيادة، نقص، شك.
الزيادة: فمن ركع ركوعين في ركعة واحدة -ناسيا- وجب عليه سجود السهو، ومحله بعد السلام؛ لأنه كان عن زيادة، ومن صلى خمسا في رباعية ناسيا لم تبطل صلاته، وعليه سجود السهو، ومحله بعد السلام.
النقصان: ومن قام عن التشهد الأول ناسيا، وجب عليه سجود السهو، ومحله قبل السلام، ومن نسي قول: "سبحان ربي الأعلى" في السجود أو: "سبحان ربي العظيم" في الركوع ناسيا، وجب عليه سجود السهو، ومحله قبل السلام.
الشك: إن كان الإنسان كثير الشك، ولا يكاد يتركه ويفارقه، فليكمل صلاته، ولا يلتفت إليه.
إن كان إنسان لا يغلب عليه الوسواس، هنا ننظر إلى اثنين:
إن غلب على ظنه الترجيح: يأخذ بما غلب على ظنه ويتم عليه، ويسجد سجدتين السهو بعد السلام.
مثال: نسأل رجلا: كم غلب على ظنك؟ وقال: يغلب على ظني 3 ركعات. نقول: ائت بالرابعة واسجد سجود السهو بعد السلام.
وإن لم يغلب على ظنه الترجيح: هنا يبني على اليقين وهو الأقل، ويأتي بركعة، ويسجد سجدتي السهو قبل السلام.
مثال: نسأل رجلا: كم غلب على ظنك؟ قال: لا يغلب على ظني شيء. نقول: ائت باليقين وهو الأقل -يعني: ثلاث- وأتم الرابعة، واسجد سجدتي السهو قبل السلام.
ملخص فتوى لابن عثيمين:
في الزيادة: سجدتان بعد السلام.
في النقصان: سجدتان قبل السلام.
في الشك: إن كان عن وسواس دائم (لا يلتفت إليه)، وإن رجح شكه يتم بترجيحه، ويأتي بسجدتين بعد السلام.
وإن لم يرجح شكه يتم باليقين وهو الأقل، ويأتي بسجدتين قبل السلام.
وجدته منذ أشهر ونشرته، هل هو صحيح؟ وإن لم يكن ما الصحيح لاستبدله به؟
وشكرا لفضيلتكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فزادك الله حرصا على الخير، وتقبل منك ما تفعل منه.

وينبغي لك -أيها الحبيب- أن تتأكد من سلامة ما تنشره قبل النشر، وهذا الذي نشرته صحيح -والحمد لله-. وهو تلخيص لإحدى فتاوى الشيخ/ العثيمين -رحمه الله- حول بعض أحكام سجود السهو، ونص الفتوى يقول: سجود السهو سببه واحد من أمور ثلاثة: إما الزيادة، وإما النقص، وإما الشك.
والمراد بالزيادة: الزيادة الفعلية؛ فمن ركع مرتين في ركعة واحدة ناسيًا وجب عليه سجود السهو، ويكون محله بعد السلام؛ لأنه كان عن زيادة، ومن صلى خمسًا في رباعية ناسيا لم تبطل صلاته، لكن عليه سجود السهو بعد السلام.

وأما النقص فمثاله: من قام عن التشهد الأول ناسيًا لم تبطل صلاته، لكن عليه سجود السهو، ويكون قبل السلام. ومن ترك قول: "سبحان ربي الأعلى" في السجود، أو: "سبحان ربي العظيم" في الركوع، وجب عليه سجود السهو، ويكون قبل السلام.
وأما الشك: فهو التردد؛ بأن يتردد الإنسان، هل صلى ثلاثًا أم أربعًا؟ فالحكم في ذلك أن يقال: إن كان الإنسان كثير الشكوك لا يكاد يصلي صلاة إلا شك فيها، فلا عبرة في شكه ولا يلتفت له. وإن كان معتدلًا ليس فيه وسواس وليس فيه شكوك، نظرنا: فإن غلب على ظنه ترجيح شيء، فليأخذ بما غلب على ظنه وليتم عليه، ثم يسجد سجدتين بعد السلام.
وإن قال: ليس عندي ترجيح قلنا: ابن على اليقين وهو الأقل وتتم عليه، ثم اسجد قبل السلام.

مثال ذلك: رجل شك؛ هل صلى ثلاثًا أم أربعًا؟ نسأله: ما الذي يغلب على ظنك؟ قال: يغلب أنها ثلاث. نقول: ائت بالرابعة، واسجد بعد السلام.
إنسان آخر شك هل صلى ثلاثًا أم أربعًا؟ قلنا له: ما الذي يغلب على ظنك؟ قال: ليس عندي غلبة ظن والشك عندي متساوٍ. نقول: اجعلها ثلاثًا؛ لأنها الأقل، ثم ائت بالرابعة، واسجد سجدتين قبل السلام. اهـ. من مجموع فتاوى ورسائل العثيمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني